
حج القاعدين
بسم الله الرحمن الرحيم
الأعمال التي تعدل الحج والعمرة
مهران ماهر عثمان
مسجد السلام بالطائف22
21 ذو القعدة 1436هـ
الحمد لله، وأصلي وأسلم على سيدنا رسول الله، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد؛
فهذه بعض الأعمال التي رتب عليها أجر الحج والعمرة، وهي:
النية الصادقة
ففي الصحيحين، قال صلى الله عليه وسلم لما رجع من تبوك وقبل أن يبلغ مدينته: «إنَّ بالمدينة لرجالاً ما سِرْتُم مَسِيرًا، ولا قطعْتُم وادِيًا إلاَّ كانوا معكم؛ حَبَسَهُم المَرَضُ». وفي رواية: «حَبَسَهم العُذْرُ».
الذكر بعد صلاة الفجر في جماعة إلى طلوع الشمس ثم صلاة ركعتين
خرّج الترمذي عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ صَلَّى الغَدَاةَ فِي جَمَاعَةٍ ثُمَّ قَعَدَ يَذْكُرُ اللَّهَ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ، ثُمَّ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ كَانَتْ لَهُ كَأَجْرِ حَجَّةٍ وَعُمْرَةٍ، تَامَّةٍ تَامَّةٍ تَامَّةٍ».
وأخرج الطبراني في الأوسط عن ابن عمر رضي الله عنه، قال: “كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا صلى الفجر لم يقمْ من مَجلسه؛ حتى تمكنه الصلاة”. وقال: «مَن صلى الصبحَ ثُمَّ جلَسَ في مَجلسه حتى تُمْكِنَه الصلاة، كان بمنزلة عُمرة وحَجة مُتقبَّلتين».
من خرج إلى المسجد ليعلم أو ليتعلم
أخرج الطبراني والحاكم عن أبي أُمامة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «مَن غدا إلى المسجد لا يريد إلاَّ أن يتعلَّم خيرًا أو يعلمه، كان كأجْرِ حاجٍّ تامًّا حَجَّته».
أداء الصلاة المكتوبة في المسجد
خرَّج الإمام أحمد، عن أبي أُمامة أنَّ النبي – صلَّى الله عليه وسلَّم – قال: «مَن مَشَى إلى صلاة مكتوبة في الجماعة، فهي كحَجَّة، ومَن مشى إلى صلاة تطوُّع فهي كعُمرة نافلة».
وقال: «مَن خرَجَ من بيته مُتطهِّرًا إلى صلاة مكتوبة، فأجْره كأجر الحاج الْمُحْرِم، ومَن خرَجَ إلى تسبيح الضحى لا يُنْصِبه إلاَّ إيَّاه، فأجْرُه كأجْرِ المعتمِر، وصلاةٌ على أَثَر صلاة لا لَغْو بينهما كتابٌ في عِلِّيين» رواه أبو داود.
وقد كثرت الأحاديث التي ترغب في الخروج إلى الصلاة بطهارةٍ، منها:
قال نبي الله صلى الله عليه وسلم: «صَلَاةُ الرَّجُلِ فِي الْجَمَاعَةِ تُضَعَّفُ عَلَى صَلَاتِهِ فِي بَيْتِهِ وَفِي سُوقِهِ خَمْسًا وَعِشْرِينَ ضِعْفًا؛ وَذَلِكَ أَنَّهُ إِذَا تَوَضَّأَ فَأَحْسَنَ الْوُضُوءَ، ثُمَّ خَرَجَ إِلَى الْمَسْجِدِ لَا يُخْرِجُهُ إِلَّا الصَّلَاةُ، لَمْ يَخْطُ خَطْوَةً إِلَّا رُفِعَتْ لَهُ بِهَا دَرَجَةٌ، وَحُطَّ عَنْهُ بِهَا خَطِيئَةٌ، فَإِذَا صَلَّى لَمْ تَزَلْ الْمَلَائِكَةُ تُصَلِّي عَلَيْهِ مَا دَامَ فِي مُصَلاهُ: اللهمَّ صَلِّ عَلَيْهِ، اللهمَّ ارْحَمْهُ، وَلَا يَزَالُ أَحَدُكُمْ فِي صَلَاةٍ مَا انْتَظَرَ الصَّلَاةَ» رواه البخاري ومسلم.
وفي المسند عن عقبة بن عامر رضي الله عنه قال: سمعتُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم يقول: «إِذَا تَطَهَّرَ الرَّجُلُ ثُمَّ أَتَى الْمَسْجِدَ يَرْعَى الصَّلَاةَ كَتَبَ لَهُ كَاتِبُهُ بِكُلِّ خُطْوَةٍ يَخْطُوهَا إِلَى الْمَسْجِدِ عَشْرَ حَسَنَاتٍ، وَالْقَاعِدُ يَرْعَى الصَّلَاةَ كَالْقَانِتِ، وَيُكْتَبُ مِنْ الْمُصَلِّينَ مِنْ حِينِ يَخْرُجُ مِنْ بَيْتِهِ حَتَّى يَرْجِعَ إِلَيْهِ».
وعن عثمان رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «من توضأ فأسبغ الوضوء، ثم مشى إلى صلاة مكتوبة فصلاها مع الإمام، غُفر له ذنبه» رواه ابنُ خزيمة.
وفي سنن أبى داود عن سعيد بن المسيِّب رحمه الله قال: حَضَرَ رَجُلًا مِنْ الْأَنْصَارِ الْمَوْتُ، فَقَالَ: إِنِّي مُحَدِّثُكُمْ حَدِيثًا مَا أُحَدِّثُكُمُوهُ إِلَّا احْتِسَابًا: سَمِعْتُ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «إِذَا تَوَضَّأَ أَحَدُكُمْ فَأَحْسَنَ الْوُضُوءَ، ثُمَّ خَرَجَ إِلَى الصَّلَاةِ، لَمْ يَرْفَعْ قَدَمَهُ الْيُمْنَى إِلَّا كَتَبَ الله عَزَّ وَجَلَّ لَهُ حَسَنَةً، وَلَمْ يَضَعْ قَدَمَهُ الْيُسْرَى إِلَّا حَطَّ الله عَزَّ وَجَلَّ عَنْهُ سَيِّئَةً، فَلْيُقَرِّبْ أَحَدُكُمْ أَوْ لِيُبَعِّدْ، فَإِنْ أَتَى الْمَسْجِدَ فَصَلَّى فِي جَمَاعَةٍ غُفِرَ لَهُ». ولا منافاة بين قوله: «كتب الله له حسنة»؛ وبين قوله في الحديث السابق: «عشر حسنات»، لأن الحسنة بعشر أمثالها.
وعن أبي هريرة مرفوعاً: «إذا توضَّأَ أحدكم في بيته، ثم أتى المسجد كان في صلاة حتى يرجع» رواه ابن خزيمة والحاكم.
وعن سلمان رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «من توضأ في بيته فأحسن الوُضوء ثم أتى المسجد فهو زائر الله، وحق على المزور أن يكرم الزائر» رواه الطبراني في الكبير.
العمرة في رمضان
عن ابن عباس رضي الله عنهما، أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال: «عُمْرةٌ في رمضانَ تَعْدِلُ حَجَّةً مَعِي» متفق عليه.
رب صل وسلم على نبينا محمد.

