
زيارة رينهارد بونكي ونشاطه في الساحة الخضراء
بسم الله الرحمن الرحيم
زيارة رينهارد بونكي ونشاطه في الساحة الخضراء
مهران ماهر عثمان
1422هـ
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيد المرسلين ، وعلى آله وصحبه أجمعين ، أما بعد ، فإنه :
أولاً : يجب على المسلم أن يعتقد أن النصارى كفار مشركون ؛ لقول الله تعالى : ﴿ لقد كفر الذين قالوا إن الله هو المسيح ابن مريم ﴾ [المائدة 72 ] ولقوله : ﴿ لقد كفر الذين قالوا إن الله ثالث ثلاثة ﴾ [المائدة 73] ، وقد نعتهم الله بالشرك في موضعين من القرآن الكريم : [المائدة72] ، [التوبة 31 ] .
ثانياً : لايجوز ذهاب المسلم إلى قساوستهم – كرينهارد بونكي وغيره – المتعاملين بالسحر طلباً للعلاج بالرقى الشركية ، فمن فعل ذلك فقد كفر بالله العظيم ؛ لما يلي :
× لقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( من أتى كاهناً أو عرافاً فصدقه بما يقول فقد كفر بما نزل على محمد صلى الله عليه وسلم ) [ أحمد والترمذي وابن ماجه ] ووجه الدلالة من الحديث : أنه لولا تصديقه إياهم ماذهب إليهم لعلاجه [ مجلة البحوث الإسلامية ، العدد 26 ص 118 ].
× ولقوله صلى الله عليه وسلم : ( إن الرقى والتمائم والتولة شرك ) [ أحمد وأبو داود ، وانظر صحيح الجامع : 1632 ] ويستثنى من ذلك الرقى التي أقرها النبي صلى الله عليه وسلم [ فتاوى اللجنة الدائمة : ج 1 ص 197 ـ 201 ]
× ولقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( لابأس بالرقى مالم تكن شركاً ) [ مسلم ] ورقى المشركين من النصارى وغيرهم لاتكون إلا كذلك ، ﴿ والبلد الطيب يخرج نباته بإذن ربه والذي خبث لايخرج إلا نكداً ﴾ [ الأعراف 58] .
× ويكون الكفر أعظم والشرك أفحش إذا تلبس المريض بعباداتهم ، وردد طلاسمهم ، وصلى صلاتهم ، ولاحول ولاقوة إلا بالله العظيم .
واعلم أيها المسلم أن هؤلاء القساوسة الذين يذهب الناس إليهم للعلاج يستعينون بالجن ، ويتعاملون بالسحر ؛ ومما يبين ذلك أمران :
الأول : الواقع ؛ فإن من شاهدهم وهم يعالجون المرضى أيقن بذلك ، إذ كيف تمَّ هذا العلاج على يد كافر
الثاني : أن مايجريه الله تعالى على أيدي عباده من خوارق العادات ينقسم إلى مايلي :
– مايجريه على يد الأنبياء والمرسلين ، فهذه آيات ومعجزات .
– مايجريه على يد أوليائه الصالحين ، وهذه هي الكرامات .
– مايجريه على يد الكفرة والفسقة ، فهذه حيل شيطانية ، وأحوال سحرية ، والسحر كفر كما نص القرآن الكريم على ذلك : [ البقرة 102 ] .
وهؤلاء الذين يتم علاجهم عند أولائك القساوسة لايلبثون إلا أياماً قليلة ثمَّ يعودون إلى حالتهم الأولى ﴿ ولا يفلح الساحر حيث أتى ﴾ [طه 69 ] وعندنا من الأدلة الواقعية على ذلك ما يُقنع كل طالب حق ! وقد رجع بعضهم إليه – رينهارد بونكي – لما انتكس حاله فقال لهم : لو اكتمل إيمانكم بالمسيح ماحدث هذا ! أرأيتم كيف يلعبون بعقول السذج من المسلمين !!
واعلم أن الله تعالى قد يجري على يد الكافر من هذه الخوارق مايكون فتنة وامتحاناً ؛ فإن النصوص دالة على أن المسيح الدجال يأمر السماء أن تمطر فتمطر ، والأرض فتنبت ؛ فتنةً للعباد [ صحيح مسلم ] .
فالواجب على المسلمين أن يتقوا الله تعالى ، وأن يسلكوا لعلاجهم السبل المشروعة ؛ فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( عباد الله ! تداووا ولاتداووا بحرام .) [ أبو داود ] .
رب صل وسلم على نبينا محمد

