مقالات

رحم الله شيخنا الأمين الحاج

أكرمني الله تعالى بمرافقة الشيخ الأمين الحاج محمد أحمد إلى إندونيسيا لإقامة محاضرات وبرامج علمية.

اتجهنا إلى قطر يوم الأحد 26 فبراير 2012 م ، وبقينا لثمان ساعات في مطار قطر قبل أن تقلع الطائرة إلى إندونيسيا، كانت هذه أول مرة أسافر فيها مع شيخنا، ووالله لكأني بصحبة والدي؛ لما رأيت منه من الرحمة واللين والعناية واللطف والسماحة.

وصلنا إلى الفندق في جاكرتا عند الواحدة ليلاً يوم الاثنين 27 فبراير 2012م

وأول اجتماع لنا كان مع الشيخ الحبيب هارمان تاجان في صباح الثلاثاء لإطلاعنا على البرنامج الدعوي، كان البرنامج كثيفاً، أذكر أنني لم أستطع أن أزور السوق الذي كان بأسفل البناية بسبب كثرة الأنشطة والمحاضرات، ومع ذلك لم يعدِّل الشيخ أو يعترض على شيء كُلِّف به.

في عصر هذا اليوم حضرت حواراً أجرته معه مجلة “هداية الله”، تناول فيه الشيخ مواضيع الساحة آنذاك، تحدث عن التعريف برابطة علماء المسلمين، والتحذير من أساليب الشيعة في نشر معتقداتهم في كثير من البلدان، وسئل عن انفصال الجنوب، والمصالحة الفلسطينية، والثوارت العربية، فتكلم بتوسع في هذه القضايا، فقد كان موسوعةً ملماً بما يدور حوله رحمه الله.

بعد المغرب توجهنا لحضور حفل إنشاء هيئة العلماء الشباب والمثقفين الإندونيسيين MIUMI، والهدف من الرابطة هدف مبارك؛ وهو: التصدي للشيعة وللعالمانيين والليبراليين، وكانت للشيخ كلمة في هذه الاحتفالية، فاعتُذر له الإخوة بسبب ضيق الوقت، قتلقَّى اعتذارهم بصدر رحب.

طيب نفس، وحسن خلق،  قل أن ترى في زماننا هذا مثيلاً لذلك.

يوم الأربعاء 29 فبراير 2012م  كانت لي محاضرة مع شيخنا بمسجد الإخلاص بجاكرتا بعنوان: العزة في القرآن، وكان الأمر ثقيلاً على نفسي أن أشارك الشيخ في محاضرة! حاولت الاعتذار فأبى الشيخ وأصرَّ على مشاركتي معه، فقلت: سأشارك بتقديم الأسئلة فلم يقبل!

في ماكسار كان للشيخ لقاء مع مجموعة من الدعاة في حلقة “موسى وهارون” –وهي حلقة يؤمها كبار دعاتهم- فدار حديث شيخنا عن الأخوة وحقوقها، والتضحية في سبيل الدعوة وبذل الأوقات لنشرها، والترفع عن الخلافات وحظوظ النفس، والإخلاص، والاهتمام بالسيرة النبوية وسيرة السلف، فبكى الإخوة وتأثروا تأثراً كبيراً بهذه النصائح البليغة.

صحبته عشرة أيام في إندونيسيا كانت من أجمل الأيام، ومما يؤكد عليه كل من أكرمه الله بصحبة الشيخ رحمه الله: أنك تنتفع بأخلاقه وسمته أكثر من انتفاعك بعلمه.

رحم الله شيخنا

رحمه الله وجمعنا به في جنات النعيم.

إنا لله وإنا إليه راجعون.

 

 

شارك المحتوى

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *