مقالات

نزول المطر: دلالات وأحكام

بسم الله الرحمن الرحيم

نزول المطر: دلالات وأحكام

مهران ماهر عثمان

الحمد لله، وأصلي وأسلم على رسول الله، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد؛

فما أكثر آيات القرآن التي ذكرت فيها آيات الكون، والمسلم مأمور بأن يتفكر فيها، ومن هذه الآيات: نزول الأمطار.

المطر آية من آيات الله الكونية

قال تعالى: ﴿إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلاَفِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِمَا يَنفَعُ النَّاسَ وَمَا أَنزَلَ اللّهُ مِنَ السَّمَاء مِن مَّاء فَأَحْيَا بِهِ الأرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَبَثَّ فِيهَا مِن كُلِّ دَآبَّةٍ وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ وَالسَّحَابِ الْمُسَخِّرِ بَيْنَ السَّمَاء وَالأَرْضِ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ﴾ [البقرة: 164].

وقال: ﴿خَلَقَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا وَأَلْقَى فِي الْأَرْضِ رَوَاسِيَ أَن تَمِيدَ بِكُمْ وَبَثَّ فِيهَا مِن كُلِّ دَابَّةٍ وَأَنزَلْنَا مِنَ السَّمَاء مَاء فَأَنبَتْنَا فِيهَا مِن كُلِّ زَوْجٍ كَرِيمٍ * هَذَا خَلْقُ اللَّهِ فَأَرُونِي مَاذَا خَلَقَ الَّذِينَ مِن دُونِهِ بَلِ الظَّالِمُونَ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ﴾ [لقمان: 10-11].

المطر نعمة ربانية

يقول تعالى: ﴿أَفَرَءيْتُمُ ٱلْمَاء ٱلَّذِى تَشْرَبُونَ * أَءنتُمْ أَنزَلْتُمُوهُ مِنَ ٱلْمُزْنِ أَمْ نَحْنُ ٱلْمُنزِلُونَ * لَوْ نَشَاء جَعَلْنَـٰهُ أُجَاجاً فَلَوْلاَ تَشْكُرُونَ﴾ [الواقعة/68- 70].

أي: لو نشاء جعلنا هذا الماء شديد الملوحة، لا يُنتفع به في شرب ولا زرع، فهلا تشكرون ربكم على إنزال الماء العذب لنفعكم.

والمشركون مقرون بذلك: ﴿ وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّن نَّزَّلَ مِنَ السَّمَاء مَاء فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ مِن بَعْدِ مَوْتِهَا لَيَقُولُنَّ اللَّهُ قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ ﴾  [العنكبوت/ 63].

فالذي يشهد أنَّ الشيخ فلاناً ينزل الغيث أشدُّ كفراً من أبي جهل وأبي لهب.

عَنْ زَيْدِ بْنِ خَالِدٍ الْجُهَنِيِّ رضي الله عنه أَنَّهُ قَالَ: صَلَّى لَنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم صَلَاةَ الصُّبْحِ بِالْحُدَيْبِيَةِ عَلَى إِثْرِ سَمَاءٍ كَانَتْ مِنْ اللَّيْلَةِ، فَلَمَّا انْصَرَفَ أَقْبَلَ عَلَى النَّاسِ فَقَالَ: «هَلْ تَدْرُونَ مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ»؟ قَالُوا: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ. قَالَ: «أَصْبَحَ مِنْ عِبَادِي مُؤْمِنٌ بِي وَكَافِرٌ، فَأَمَّا مَنْ قَالَ مُطِرْنَا بِفَضْلِ اللَّهِ وَرَحْمَتِهِ فَذَلِكَ مُؤْمِنٌ بِي وَكَافِرٌ بِالْكَوْكَبِ، وَأَمَّا مَنْ قَالَ بِنَوْءِ كَذَا وَكَذَا فَذَلِكَ كَافِرٌ بِي وَمُؤْمِنٌ بِالْكَوْكَبِ» رواه البخاري.

قال ابن عثيمين رحمه الله: “والذي يقول: مطرنا بنوء كذا له ثلاثة أحوال:

الأول: أن يدعو الأنواء بقوله مثلاً: يا نوء كذا اسقنا. وهذا شرك أكبر في الألوهية لأنه صرف شيئًا من العبادة وهي الدعاء لغير الله تعالى.

الثاني: أن ينسب حصول المطر للأنواء على أنها هي الفاعلة دون الله تعالى ولو لم يدعها وهذا شرك أكبر في الربوبية.

الثالث: أن يجعل هذه الأنواء سببًا مع اعتقاده أن الله تعالى هو الخالق الفاعل وهذا شرك أصغر؛ لأن من جعل سببًا لم يجعله الله تعالى سببًا لا بوحيه ولا بقدره، فهو مشرك شركًا أصغر.

الرابع: أن يريد بقوله “مطرنا بنوء كذا” أي في وقت كذا، فتكون الباء ظرفية أي جاءنا المطر في وقت هذا النوء. وهذا جائز” [القول المفيد لابن عثيمين (3/ 18)].

دلالات ودروس من نزول الأمطار

1/ الأرزاق مقسومة بين العباد، ولله في ذلك الحكمة البالغة:

فإنه ينزل في مكان دون آخر:

قال تعالى: ﴿وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلاَّ عِندَنَا خَزَائِنُهُ وَمَا نُنَزِّلُهُ إِلاَّ بِقَدَرٍ مَّعْلُومٍ ﴾ [الحجر/21].

ثبت عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أنه قال: “ما من عام بأمطر من عام، ولكن الله يقسمه حيث شاء، عاماً هاهنا وعاماً هاهنا” [تفسير الطبري (7/ 503)].

2/ اتخاذ الأسباب فيما نريد تحقيقه:

قال تعالى: ﴿ اللَّهُ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ فَتُثِيرُ سَحَابًا فَيَبْسُطُهُ فِي السَّمَاء كَيْفَ يَشَاء وَيَجْعَلُهُ كِسَفًا فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلَالِهِ فَإِذَا أَصَابَ بِهِ مَن يَشَاء مِنْ عِبَادِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُون﴾ [الروم/48].

فلو شاء ربي لنزل بدون هذه الأسباب، ولكن كان ذلك لحِكم، منها: أن نتعلم اتخاذ الأسباب، وأن نتعلم أنه لا منافاة بين ذلك وبين عبادة التوكل على الله، كما قال تعالى: ﴿ وَاذْكُرْ عَبْدَنَا أَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الشَّيْطَانُ بِنُصْبٍ وَعَذَابٍ * ارْكُضْ بِرِجْلِكَ هَذَا مُغْتَسَلٌ بَارِدٌ وَشَرَابٌ﴾ [ص/41-42]، ولو أراد الله لقدر له الشفاء بلا سبب ﴿ إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ﴾ [يس/82].

قال أنس بن مَالِكٍ رضي الله عنه: قَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَعْقِلُهَا وَأَتَوَكَّلُ، أَوْ أُطْلِقُهَا وَأَتَوَكَّلُ؟ قَالَ: «اعْقِلْهَا وَتَوَكَّلْ» رواه الترمذي.

والواجب عدم التعلق بالأسباب، بل يتعلق القلب بمسبِّبها.

3/ نزول الأشياء دليل على علو الله تعالى:

قال تعالى في المطر: ﴿ هُوَ الَّذِي أَنزَلَ مِنَ السَّمَاء مَاء لَّكُم مِّنْهُ شَرَابٌ وَمِنْهُ شَجَرٌ فِيهِ تُسِيمُونَ﴾ [النحل/10]. فهذه المخلوقات نزلت من علو، فلابد أن يكون الله تعالى فوقها.

4/ لا مانع لما أعطى الله:

قال تعالى: ﴿فَأَنزَلْنَا مِنَ السَّمَاء مَاء فَأَسْقَيْنَاكُمُوهُ وَمَا أَنتُمْ لَهُ بِخَازِنِينَ ﴾ [الحجر/22]، أي: بمانعين كما قال الثوري رحمه الله، وقد نقل ذلك عنه ابن كثير في تفسيره.

قال صلى الله عليه وسلم: «اللَّهُمَّ لَا مَانِعَ لِمَا أَعْطَيْتَ وَلَا مُعْطِيَ لِمَا مَنَعْتَ وَلَا يَنْفَعُ ذَا الْجَدِّ مِنْكَ الْجَدُّ» رواه الشيخان.

5/ لا يعلم الغيب إلا الله:

فوقت نزول المطر من الغيب الذي لا يعلمه إلا الله، قال تعالى: ﴿وَعِندَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لاَ يَعْلَمُهَا إِلاَّ هُوَ﴾ [الأنعام/59].

قال صلى الله عليه وسلم: «مَفَاتِحُ الْغَيْبِ خَمْسٌ ﴿ إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنْزِلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ ﴾ [لقمان/34]» رواه البخاري.

6/ إخراج نباتٍ مختلفٍ طعماً ولوناً وشكلاً بماء المطر دليل على قدرة الله:

قال تعالى: ﴿أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنزَلَ مِنَ السَّمَاء مَاء فَأَخْرَجْنَا بِهِ ثَمَرَاتٍ مُّخْتَلِفًا أَلْوَانُهَا وَمِنَ الْجِبَالِ جُدَدٌ بِيضٌ وَحُمْرٌ مُّخْتَلِفٌ أَلْوَانُهَا وَغَرَابِيبُ سُودٌ﴾ [فاطر/27].

أي: ألم تر أن الله أنزل من السماء ماء، فسقينا به أشجارا في الأرض، فأخرجنا من تلك الأشجار ثمرات مختلفا ألوانها، منها الأحمر ومنها الأسود والأصفر وغير ذلك؟ وخلقنا من الجبال طرائق بيضا وحمرا مختلفا ألوانها، وخلقنا من الجبال جبالا شديدة السواد.

7/ الاستدلال بإحياء الأرض بالمطر على البعث بعد الموت:

وهذا كثير في القرآن الكريم.

قال تعالى:﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِن كُنتُمْ فِي رَيْبٍ مِّنَ الْبَعْثِ فَإِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن تُرَابٍ ثُمَّ مِن نُّطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ مِن مُّضْغَةٍ مُّخَلَّقَةٍ وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ لِّنُبَيِّنَ لَكُمْ وَنُقِرُّ فِي الْأَرْحَامِ مَا نَشَاء إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى ثُمَّ نُخْرِجُكُمْ طِفْلًا ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ وَمِنكُم مَّن يُتَوَفَّى وَمِنكُم مَّن يُرَدُّ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِكَيْلَا يَعْلَمَ مِن بَعْدِ عِلْمٍ شَيْئًا وَتَرَى الْأَرْضَ هَامِدَةً فَإِذَا أَنزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاء اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ وَأَنبَتَتْ مِن كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ * ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّهُ يُحْيِي الْمَوْتَى وَأَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِير﴾ [الحج/5-6].

وقال: ﴿اللَّهُ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ فَتُثِيرُ سَحَابًا فَيَبْسُطُهُ فِي السَّمَاءِ كَيْفَ يَشَاءُ وَيَجْعَلُهُ كِسَفًا فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلَالِهِ فَإِذَا أَصَابَ بِهِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ (48) وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلِ أَنْ يُنَزَّلَ عَلَيْهِمْ مِنْ قَبْلِهِ لَمُبْلِسِينَ (49) فَانْظُرْ إِلَى آثَارِ رَحْمَتِ اللَّهِ كَيْفَ يُحْيِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا إِنَّ ذَلِكَ لَمُحْيِ الْمَوْتَى وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ﴾ [الروم: 48 – 50].

8/ يرسخ الخوف من الله في القلوب:

فقد كان المطر سبباً لعذاب قوم. قال تعالى:﴿ كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ فَكَذَّبُوا عَبْدَنَا وَقَالُوا مَجْنُونٌ وَازْدُجِرَ * فَدَعَا رَبَّهُ أَنِّي مَغْلُوبٌ فَانتَصِرْ * فَفَتَحْنَا أَبْوَابَ السَّمَاء بِمَاء مُّنْهَمِرٍ * وَفَجَّرْنَا الْأَرْضَ عُيُونًا فَالْتَقَى الْمَاء عَلَى أَمْرٍ قَدْ قُدِرَ * وَحَمَلْنَاهُ عَلَى ذَاتِ أَلْوَاحٍ وَدُسُرٍ * تَجْرِي بِأَعْيُنِنَا جَزَاء لِّمَن كَانَ كُفِرَ ﴾ [القمر/9-14].

وقال: ﴿فَلَمَّا رَأَوْهُ عَارِضًا مُسْتَقْبِلَ أَوْدِيَتِهِمْ قَالُوا هَذَا عَارِضٌ مُمْطِرُنَا بَلْ هُوَ مَا اسْتَعْجَلْتُمْ بِهِ رِيحٌ فِيهَا عَذَابٌ أَلِيم﴾ [الأحقاف/24].

أي: فلما رأت عاد العذاب الذي استعجلوه عارضًا في السماء متجهًا إلى أوديتهم قالوا: هذا سحاب ممطر لنا، فقال لهم هود عليه السلام: ليس هو بعارض غيث ورحمة كما ظننتم، بل هو عارض العذاب الذي استعجلتموه، فهو ريح فيها عذاب مؤلم موجع.

قال عائشة رضي الله عنها: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إِذَا رَأَى مَخِيلَةً فِي السَّمَاءِ أَقْبَلَ وَأَدْبَرَ وَدَخَلَ وَخَرَجَ وَتَغَيَّرَ وَجْهُهُ، فَإِذَا أَمْطَرَتْ السَّمَاءُ سُرِّيَ عَنْهُ، فَعَرَّفْتُهُ ذَلِكَ، فَقَالَ: «مَا أَدْرِي، لَعَلَّهُ كَمَا قَالَ قَوْمٌ: فَلَمَّا رَأَوْهُ عَارِضًا مُسْتَقْبِلَ أَوْدِيَتِهِمْ » الْآيَةَ. رواه البخاري.

قال في النهاية: “المَخِيلة: موضعُ الخَيْل وهو الظَّنُّ كالمَظنَّة وهي السحابة الخليقةُ بالمَطَر” [2/195].

فهل يصح أن يقال: لم ترد كلمة “مطر” إلا فيما نزل عذاباً؟!

الجواب:

لا؛ ففي حديث سابق: «مطرنا بفضل الله»، فلا صحة لهذا القول.

9/ أنَّ مع العسر يسراً:

قال سبحانه: ﴿وَهُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ الْغَيْثَ مِن بَعْدِ مَا قَنَطُوا وَيَنشُرُ رَحْمَتَهُ وَهُوَ الْوَلِيُّ الْحَمِيد﴾ [الشورى/28].

10/ الاستدلال به على وجوب إفراد الله بالعبادة:

قال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ * الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الأَرْضَ فِرَاشاً وَالسَّمَاء بِنَاء وَأَنزَلَ مِنَ السَّمَاء مَاء فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقاً لَّكُمْ فَلاَ تَجْعَلُواْ لِلّهِ أَندَاداً وَأَنتُمْ تَعْلَمُون﴾ [البقرة/21- 22].

11/ الغيث دليل على رحمة ربِّنا بنا:

قال تعالى:﴿ اللَّهُ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ فَتُثِيرُ سَحَابًا فَيَبْسُطُهُ فِي السَّمَاء كَيْفَ يَشَاء وَيَجْعَلُهُ كِسَفًا فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلَالِهِ فَإِذَا أَصَابَ بِهِ مَن يَشَاء مِنْ عِبَادِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ * وَإِن كَانُوا مِن قَبْلِ أَن يُنَزَّلَ عَلَيْهِم مِّن قَبْلِهِ لَمُبْلِسِينَ * فَانظُرْ إِلَى آثَارِ رَحْمَتِ اللَّهِ كَيْفَ يُحْيِي الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا إِنَّ ذَلِكَ لَمُحْيِي الْمَوْتَى وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِير﴾ [الروم/48- 50].

المطر: أحكام وتنبيهات

1/ الاستسقاء عند الجدب:

عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه  أَنَّ رَجُلًا دَخَلَ الْمَسْجِدَ يَوْمَ جُمُعَةٍ مِنْ بَابٍ كَانَ نَحْوَ دَارِ الْقَضَاءِ وَرَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَائِمٌ يَخْطُبُ، فَاسْتَقْبَلَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَائِمًا ثُمَّ قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ هَلَكَتْ الْأَمْوَالُ، وَانْقَطَعَتْ السُّبُلُ، فَادْعُ اللَّهَ يُغِثْنَا.قَالَ: فَرَفَعَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَدَيْهِ ثُمَّ قَالَ: «اللَّهُمَّ أَغِثْنَا، اللَّهُمَّ أَغِثْنَا، اللَّهُمَّ أَغِثْنَا». قَالَ أَنَسٌ: وَلَا وَاللَّهِ مَا نَرَى فِي السَّمَاءِ مِنْ سَحَابٍ  وَلَا قَزَعَةٍ، وَمَا بَيْنَنَا وَبَيْنَ سَلْعٍ مِنْ بَيْتٍ وَلَا دَارٍ، فَطَلَعَتْ مِنْ وَرَائِهِ سَحَابَةٌ مِثْلُ التُّرْسِ، فَلَمَّا تَوَسَّطَتْ السَّمَاءَ انْتَشَرَتْ ثُمَّ أَمْطَرَتْ، قَالَ: فَلَا وَاللَّهِ مَا رَأَيْنَا الشَّمْسَ سَبْتًا”.

وهلكت الأموال: الماشية.

وانقطعت السبل: كفَّت الإبل عن السفر بسبب انعدام المطر.

ويقال سحاب لما اجتمع، وإذا كان متفرقاً فهو قزع.

وسلع: جبل معروف.

وقوله: مثل الترس، أي: في الاستدارة.

2/ الاستصحاء عند خوف الضرر من المطر:

وهو طلب وقوف المطر، ففي الحديث السابق قال أنس رضي الله عنه: ” ثُمَّ دَخَلَ رَجُلٌ مِنْ ذَلِكَ الْبَابِ فِي الْجُمُعَةِ الْمُقْبِلَةِ، وَرَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَائِمٌ يَخْطُبُ، فَاسْتَقْبَلَهُ قَائِمًا فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ هَلَكَتْ الْأَمْوَالُ وَانْقَطَعَتْ السُّبُلُ، فَادْعُ اللَّهَ يُمْسِكْهَا عَنَّا. فَرَفَعَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَدَيْهِ ثُمَّ قَالَ: «اللَّهُمَّ حَوْلَنَا (وفي رواية: حوالينا) وَلَا عَلَيْنَا، اللَّهُمَّ عَلَى الْآكَامِ،  وَالظِّرَابِ، وَبُطُونِ الْأَوْدِيَةِ وَمَنَابِتِ الشَّجَرِ».  فَانْقَلَعَتْ، وَخَرَجْنَا نَمْشِي فِي الشَّمْسِ”.

قوله: هلكت الأموال وانقطعت السبل هنا بسبب كثرته، وهناك لانعدامه، فسبحان من لا يعجزه شيء!

والآكام جمع أَكَمَة، والآكام: تلال الرمل.

والظراب: الروابي، أو الجبال الصغيرة.

3/ طهورية مائه:

قال تعالى: ﴿وَأَنزَلْنَا مِنَ السَّمَاء مَاء طَهُورًا ﴾ [الفرقان/48]. وفي المدونة يروي الإمام مالك بسنده إلى علي بن أبي طالب أنه خاض في طين المطر، ثم دخل المسجد فصلى، ولم يغسل رجليه. [المدونة: 1/ 20].

4/ دعاء الرعد:

كان عبد الله بن الزبير إذا سمع الرعد قال: سبحان الذي يسبح الرعد بحمده والملائكة من خيفته” [صحيح الأدب المفرد برقم (723)]. ولم يثبت مرفوعاً إلى النبي صلى الله عليه وسلم.

5/ التعرض للمطر سنة:

عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه قَالَ: أَصَابَنَا وَنَحْنُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَطَرٌ، قَالَ: فَحَسَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثَوْبَهُ حَتَّى أَصَابَهُ مِنْ الْمَطَرِ، فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ الله، لِمَ صَنَعْتَ هَذَا؟ قَالَ: «لِأَنَّهُ حَدِيثُ عَهْدٍ بِرَبِّهِ تَعَالَى» رواه مسلم. أي: بتكوين ربه وخلقه له.

قال الإمام النووي رحمه الله: “هذا الحديث دليل لقول أصحابنا أنه يستحب عند أول المطر أن يكشف غير عورته ليناله المطر” [شرح مسلم للنووي: 6/ 196].

وقال أبو العباس القرطبي رحمه الله: “وهذا منه صلى الله عليه وسلم تبرك بالمطر، واستشفاء به؛ لأن الله تعالى قد سماه رحمة، ومباركا، وطهورا، وجعله سبب الحياة، ومبعدا عن العقوبة، ويستفاد منه احترام المطر، وترك الاستهانة به” [المفهم لما أشكل من تلخيص صحيح مسلم (ج2/ ص546)].

6/ وإذا نزل المطر فلك أن تقول:

– رحمة. وهذا رواه مسلم.

– أو: اللهم صيِّباً نافعاً. كما في البخاري. والصيب: ما سال من المطر.

أو: اللهم صيِّباً هنيئاً. كما في سنن أبي داود.

– أو مطرنا بفضل الله وبرحمته. كما في البخاري.

كلُّ ذلك ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم.

7/ ونزول المطر من أوقات إجابة الدعاء:

عن سهل بن سعد رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «ثنتان ما تردان: الدعاء عند النداء، وتحت المطر» رواه الحاكم. ومعنى تحت المطر: عند نزوله.

8/ وفي النداء للصلاة عند المطر سنتان:

الأولى:

جاء بيانها في حديث ابن عَبَّاسٍ رضي الله عنهما أنه قال لِمُؤَذِّنِهِ فِي يَوْمٍ مَطِيرٍ: إِذَا قُلْتَ: أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ فَلَا تَقُلْ: حَيَّ عَلَى الصَّلَاةِ، قُلْ: صَلُّوا فِي بُيُوتِكُمْ. فَكَأَنَّ النَّاسَ اسْتَنْكَرُوا، قَالَ: فَعَلَهُ مَنْ هُوَ خَيْرٌ مِنِّي؛ إِنَّ الْجُمْعَةَ عَزْمَةٌ وَإِنِّي كَرِهْتُ أَنْ أُحْرِجَكُمْ فَتَمْشُونَ فِي الطِّينِ وَالدَّحَض. رواه الشيخان.

الثانية:

جاءت في حديث نافع قال: أَذَّنَ ابْنُ عُمَرَ فِي لَيْلَةٍ بَارِدَةٍ بِضَجْنَانَ ثُمَّ قَالَ: صَلُّوا فِي رِحَالِكُمْ، فَأَخْبَرَنَا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَأْمُرُ مُؤَذِّنًا يُؤَذِّنُ ثُمَّ يَقُولُ عَلَى إِثْرِهِ: «أَلَا صَلُّوا فِي الرِّحَال»، فِي اللَّيْلَةِ الْبَارِدَةِ أَوْ الْمَطِيرَةِ فِي السَّفَرِ» رواه الشيخان.

والرحال: المساكن.

قال النووي رحمه الله:” وفي حديث ابن عباس رضي الله عنهما أن يقول: ألا صلوا في رحالكم في نفس الأذان، وفي حديث ابن عمر أنه قال في آخر ندائه، والأمران جائزان نص عليهما الشافعي رحمه الله تعالى في الأم في كتاب الأذان، وتابعه جمهور أصحابنا في ذلك، فيجوز بعد الأذان وفي أثنائه لثبوت السنة فيهما، لكن قوله بعده أحسن؛ ليبقى نظم الأذان على وضعه” [شرح النووي على صحيح مسلم (5/ 207)].

وفي حديث ابن عمر إشكالان:

الأول:

كيف يمكن الجمع بين قول المؤذن: (حي على الصلاة)، وبين (صلوا في رحالكم)؟

الجواب ما قاله ابن حجر رحمه الله:” يمكن الجمع بينهما… بأن يكون معنى الصلاة في الرحال رخصة لمن أراد أن يترخص، ومعنى هلموا إلى الصلاة ندب لمن أراد أن يستكمل الفضيلة ولو تحمل المشقة، ويؤيد ذلك حديث جابر عند مسلم  قال: خرجنا مع رسول الله  صلى الله عليه وسلم في سفر فمطرنا، فقال: «ليصل من شاء منكم في رحله»” [فتح الباري (2/ 113)].

الثاني:

الذي يُفهم من الحديث أنَّ الصلاة في البيوت في المطر مختصة بالمسافر؟

والجواب عنه في قول الحافظ رحمه الله: ” قوله (في السفر) ظاهره اختصاص ذلك بالسفر، ورواية مالك عن نافع الآتية في أبواب صلاة الجماعة مطلقة، وبها أخذ الجمهور، لكن قاعدة حمل المطلق على المقيد تقتضي أن يختص ذلك بالمسافر مطلقاً، ويلحق به من تلحقه بذلك مشقة في الحضر دون من لا تلحقه، والله أعلم” [الفتح (2/ 113)].

9/ وفي المطر يُجمع بين العشاءين:

وهو مذهب الجمهور، منهم مالك والشافعي وأحمد رحمهم الله، وقد حُكي الإجماع على ذلك [المغني 2/ 202]. قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى: “الجمع للمطر من الأمر القديم المعمول به بالمدينة زمن الصحابة والتابعين، مع أنه لم ينقل أن أحدا من الصحابة والتابعين أنكر ذلك، فعلم أنه منقول عندهم بالتواتر جواز ذلك” [مجموع الفتاوى (24 / 83)].

وهذا مسرد للأدلة والآثار الدالة على ذلك:

الأول:

عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ: جَمَعَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بَيْنَ الظُّهْرِ وَالْعَصْرِ، وَالْمَغْرِبِ وَالْعِشَاءِ، بِالْمَدِينَةِ، فِي غَيْرِ خَوْفٍ وَلَا مَطَرٍ”. فقيل لِابْنِ عَبَّاسٍ: لِمَ فَعَلَ ذَلِكَ؟ قَالَ:”كَيْ لَا يُحْرِجَ أُمَّتَهُ”رواه مسلم. ففي الحديث دليل على الجمع إذا كان الحرج والعذر، وأما الجمع بلا عذرٍ ولا حرج فهو كبيرة، في الترمذي عن ابن عباس رضي الله عنهما، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «من جمع بين الصلاتين من غير عذر، فقد أتى بابا من أبواب الكبائر».

وأما أثر مسلم، عن عبد الله بن شقيق قال: خطبنا ابن عباس يوماً بعد العصر حتى غربت الشمس وبدت النجوم، وجعل الناس يقولون الصلاة الصلاة. قال: فجاءه رجل من بني تميم لا يفتر ولا ينثني الصلاة الصلاة، فقال ابن عباس: أتعلمني بالسنة لا أم لك؟ فهذا محمول على أنه جمعٌ صوري. بمعنى أنه أخَّر المغرب إلى آخر وقتها فلما صلاها، دخل وقت العشاء فصلاها، فأوقع كل صلاة في وقتها، لكن كانت الأولى في آخر الوقت، والثانية في أول وقتها، وهذا هو الجمع الصوري.

الثاني:

روى الأثرم في سننه عن سلمة بن عبد الرحمن أنه قال:”من السنة إذا كان يوم مطير أن يُجمع بين المغرب والعشاء”.

الثالث:

روى مالك عن نَافِعٍ: أَنَّ ابن عُمَرَ رضي الله عنهكان إذا جَمَعَ الْأُمَرَاءُ بين الْمَغْرِبِ وَالْعِشَاءِ في الْمَطَرِ جَمَعَ مَعَهُم؟ رواه في الموطأ.

الرابع:

عن موسى بن عقبة أن عمر بن عبد العزيز كان يجمع بين المغرب والعشاء الآخرة إذا كان المطر، وأنَّ سعيد بن المسيِّب، وعروة بن الزبير، وأبا بكر بن عبد الرحمن، ومشيخة ذلك الزمان، كانوا يصلون معهم ولا ينكرون ذلك” رواه البيهقي في السنن.

الخامس:

عن عبد الرحمن بن حَرْمَلَةَ قال: رَأَيْت سَعِيدَ بن الْمُسَيّبِ يُصَلِّي مع الأئمة حين يَجْمَعُونَ بين الْمَغْرِبِ وَالْعِشَاءِ في اللَّيْلَةِ الْمَطِيرَةِ” رواه ابن أبي شيبة.

السادس:

عن هِشَامِ بن عروة قال: رَأَيْت أبان بن عُثْمَانَ يَجْمَعُ بين الصَّلَاتَيْنِ في اللَّيْلَةِ الْمَطِيرَةِ؛ الْمَغْرِبِ وَالْعِشَاءِ، فَيُصَلِّيهِمَا معه: عُرْوَةُ بن الزُّبَيْرِ، وَسَعِيدُ بن المسيِّب، وأبو بَكْرٍ بن عبد الرحمن، وأبو سَلَمَةَ بن عبد الرحمن، لاَ يُنْكِرُونَهُ” رواه ابن أبي شيبة.

السابع:

عن أبي مَوْدُودٍ عبد الْعَزِيزِ بن أبي سُلَيْمَانَ قال: صَلَّيْت مع أبي بَكْرٍ بن مُحَمَّدٍ الْمَغْرِبَ وَالْعِشَاءَ، فَجَمَعَ بَيْنَهُمَا في اللَّيْلَةِ الْمَطِيرَةِ” رواه ابن أبي شيبة.

الثامن:

عن نافع: أنَّ أهل المدينة كانوا يجمعون بين المغرب والعشاء في الليلة المطيرة، فيصلي معهم ابن عمر، لا يَعيب ذلك عليهم” رواه عبد الرزاق.

قال الإمام مالك رحمه الله:” يجمع بين المغرب والعشاء في الحضر وإنْ لم يكن مطر إذا كان طين وظلمة، ويجمع أيضاً بينهما إذا كان المطر” [المدونة (1/ 115)].

10/ هل يجمع بين الظهر والعصر بسبب المطر؟

الجمع بين الظهر والعصر منعه الجمهور، ولم يقل به إلا الشافعية، ورجح ابن تيمة مذهبهم. وحديث ابن عباس يدل على جوازه إذا دعت الحاجة إليه.

وفي هذا الباب حديث مرفوع لكنه لا يصح، وفي مصنف عبد الرزاق، عن صفوان بن سليم قال: “جمع عمر بن الخطاب بين الظهر والعصر في يوم مطير”.

قال ابن عُثَيمين: “الراجح أن الجمع جائزٌ بين الظهرين والعشاءين، عند وجود المشقَّةِ بترْك الجمع، كما يُفيده حديثُ ابن عبَّاس رضي الله عنه” [الشرح الممتع (4/ 392)].

11/ هل يجمع المنفرد ومن لا يتأثر بالمطر؟

جاء في الموسوعة الفقهية (15/ 292) “والأرجح عند الحنابلة: أن الرخصة عامة، فلا فرق بين من يصلي جماعة في مسجد، وبين غيره ممن يصلي في غير مسجد، أو منفردا; لأنه قد روي: أن النبي صلى الله عليه وسلم جمع في المطر، وليس بين حجرته والمسجد شيء، ولأن العذر إذا وجد استوى فيه وجود المشقة وغيره”.

12/ ما مقدار المطر الذي يبيح الجمع بين العشاءين؟

قال ابن قدامة في المغني: “وَالْمَطَرُ الْمُبِيحُ لِلْجَمْعِ هُوَ مَا ( يَبُلُّ ) الثِّيَابَ، وَتَلْحَقُ الْمَشَقَّةُ بِالْخُرُوجِ فِيهِ، وَأَمَّا الطَّلُّ، وَالْمَطَرُ الْخَفِيفُ الَّذِي لَا يَبُلُّ الثِّيَابَ، فَلَا يُبِيحُ، وَالثَّلْجُ كَالْمَطَرِ فِي ذَلِكَ، لِأَنَّهُ فِي مَعْنَاهُ، وَكَذَلِكَ الْبَرَدُ” [المغني (2/ 203)].

13/ بعض الناس إذا نزل المطر ليلاً وأحوجه إلى تحويل مرقده تضجَّر، وتسخط، وربما قال فجراً أو كفراً.

ألا فليحذر المسلم من أن يحبط عمله وهو لا يشعر، وبدلاً عن ذلك لو لجأ إلى الله تعالى ودعا بخيري الدنيا والآخرة لكان خيراً له؛ فساعة نزول المطر وقت لإجابة الدعاء.

رب صل وسلم على نبينا محمد، والحمد لله في البدء والختام.

 

شارك المحتوى

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *