
حكم الاستغفار للمشركين ونعتِهم بالشهادة
بسم الله الرحمن الرحيم
حكم الاستغفار للمشركين ونعتِهم بالشهادة
مهران ماهر عثمان.
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على خير المرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد؛
فهذا مقال كتبته بعدما توفي جون قرنق وصار بعض المسؤولين في حكومة الإنقاذ يستغفرون له ويجعلونه من الشهداء!
فأقول:
الاستغفار للمشرك حرام بدلالة الكتاب والسنة والإجماع، والملحد أولى بهذا الحكم.
أدلة القرآن والسنة
1/
قوله تعالى: ﴿مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُواْ أَن يَسْتَغْفِرُواْ لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُواْ أُوْلِي قُرْبَى مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ (113) وَمَا كَانَ اسْتِغْفَارُ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ إِلاَّ عَن مَّوْعِدَةٍ وَعَدَهَا إِيَّاهُ فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ أَنَّهُ عَدُوٌّ لِلّهِ تَبَرَّأَ مِنْهُ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لأوَّاهٌ حَلِيمٌ ﴾ [التوبة: 113-114].
قال ابن حجر رحمه الله: “قوله: ﴿ما كان للنبي﴾، خبر بمعنى النهي” [فتح الباري: 8/508].
وسبب نزولها ما جاء عن سعيد بن المسيب عَنْ أَبِيهِ قَالَ: “لَمَّا حَضَرَتْ أَبَا طَالِبٍ الْوَفَاةُ جَاءَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَوَجَدَ عِنْدَهُ أَبَا جَهْلٍ وَعَبْدَ اللَّهِ بْنَ أَبِي أُمَيَّةَ بْنِ الْمُغِيرَةِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:«يَا عَمِّ قُلْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ كَلِمَةً أَشْهَدُ لَكَ بِهَا عِنْدَ اللَّهِ ». فَقَالَ أَبُو جَهْلٍ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي أُمَيَّةَ: يَا أَبَا طَالِبٍ أَتَرْغَبُ عَنْ مِلَّةِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ؟ فَلَمْ يَزَلْ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَعْرِضُهَا عَلَيْهِ وَيُعِيدُ لَهُ تِلْكَ الْمَقَالَةَ حَتَّى قَالَ أَبُو طَالِبٍ آخِرَ مَا كَلَّمَهُمْ: هُوَ عَلَى مِلَّةِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، وَأَبَى أَنْ يَقُولَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «أَمَا وَاللَّهِ لَأَسْتَغْفِرَنَّ لَكَ مَا لَمْ أُنْهَ عَنْكَ». فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ:﴿ مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُوا أُولِي قُرْبَى مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ﴾” أخرجه البخاري ومسلم.
وورد في سبب نزولها كذلك عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قَالَ سَمِعْتُ رَجُلًا يَسْتَغْفِرُ لِأَبَوَيْهِ وَهُمَا مُشْرِكَانِ، فَقُلْتُ لَهُ: أَتَسْتَغْفِرُ لِأَبَوَيْكَ وَهُمَا مُشْرِكَانِ؟! فَقَالَ: أَوَلَيْسَ اسْتَغْفَرَ إِبْرَاهِيمُ لِأَبِيهِ وَهُوَ مُشْرِكٌ؟ فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَنَزَلَتْ: ﴿مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ﴾. أخرجه الترمذي، وحسنه الألباني.
ومعلوم أنه قد يكون نزول الآيات القرآنية بلا سبب، وهذا هو الأكثر، وقد تنزل الآية لسبب، وقد تتعدد الأسباب في الآية الواحدة. [انظر: “مناهل العرفان”، للزرقاني: 1 /76 ، 1 /83].
2/
ومن الأدلة القرآنية: قوله تعالى: ﴿اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لاَ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ إِن تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَن يَغْفِرَ اللّهُ لَهُمْ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَفَرُواْ بِاللّهِ وَرَسُولِهِ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ﴾ [التوبة: 80].
فهي ظاهرة الدلالة على عدم جواز الاستغفار للكفار.
قال الإمام الطبري رحمه الله: “ويروى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه حين نزلت هذه الآية قال: لأزيدن في الاستغفار لهم على سبعين مرة؛ رجاءً منه أن يغفر الله لهم، فنزلت ﴿سَوَاء عَلَيْهِمْ أَسْتَغْفَرْتَ لَهُمْ أَمْ لَمْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ لَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ﴾ [المنافقون: 6]” [ تفسير الطبري: 10 /198-199].
3/
ومن الآيات قوله تعالى: ﴿وَلاَ تُصَلِّ عَلَى أَحَدٍ مِّنْهُم مَّاتَ أَبَدًا وَلاَ تَقُمْ عَلَىَ قَبْرِهِ إِنَّهُمْ كَفَرُواْ بِاللّهِ وَرَسُولِهِ وَمَاتُواْ وَهُمْ فَاسِقُونَ﴾ [التوبة: 84].
فما سبب نزول هذه الآية؟ ثبت ابن عمر رضي الله عنهما أن عبد الله بن أبي لما توفي جاء ابنه إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله أعطني قميصك أكفنه فيه، وصلِّ عليه، واستغفر له. فأعطاه النبي صلى الله عليه وسلم قميصه، فقال: «آذني أصلي عليه»، فآذنه، فلما أراد أن يصلي عليه جذبه عمر رضي الله عنه فقال: أليس الله نهاك أن تصلي على المنافقين؟ فقال: ¬«أنا بين خيرتين. قال:﴿استغفر لهم أو لا تستغفر لهم إن تستغفر لهم سبعين مرة فلن يغفر الله لهم﴾»، فصلى عليه فنزلت: ﴿ولا تصل على أحد منهم مات أبداً﴾. رواه البخاري ومسلم.
وقد دلت الآثار على ذلك
أورد الإمام الطبري بإسناده عن عصمة بن راشد عن أبيه قال سمعت أبا هريرة يقول: “رحم الله رجلاً استغفر لأبي هريرة ولأمه”. قلت: ولأبيه؟ قال: “لا؛ إنَّ أبي مات وهو مشرك” [تفسير الطبري: 11 /44].
أقوال علماء المذاهب الأربعة
نصَّ علماء المذاهب بما قضت به هذه النصوص، وإليك أقوالهم:
قال القرطبي المالكي رحمه الله: “فطلب الغفران للمشرك مما لا يجوز” [الجامع لأحكام القرآن: 8/273].
وقال ابن قدامة الحنبلي رحمه الله: “وأما أهل الحرب فلا يُصلى عليهم؛ لأنهم كفار، ولا يَقبل فيهم شفاعة، ولا يُستجاب فيهم دعاء، وقد نهينا عن الاستغفار لهم، وقال الله تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم: ﴿ولا تصلِّ على أحدٍ منهم مات أبداً ولا تقم على قبره﴾، وقال: ﴿إن تستغفر لهم سبعين مرة فلن يغفر الله لهم﴾” [المغني : 2/220].
وقال السرخسي الحنفي: “وإذا وُجد ميتٌ لا يُدرى أمسلم هو أم كافر؛ فإن كان في قرية من قرى أهل الإسلام فالظاهر أنه مسلم فيغسل ويصلى عليه، وإن كان في قرية من قرى أهل الشرك فالظاهر أنه منهم فلا يُصلى عليه إلا أن يكون عليه سيما المسلمين: [المبسوط : 2/54].
وقال النووي الشافعي: “ولا تجوز الصلاة على كافر حربياً كان أو ذمياً” [روضة الطالبين: 2/ 118].
ثلاث شبهات والرد عليها
الشبهة الأولى:
قالوا: ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم استغفر للمشركين في غزوة أحد لما قال: «اللهم اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون» خرَّجه الشيخان في صحيحيهما.
والجواب:
هذا الحديث يفيد جواز الدعاء للمشرك حال حياته، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: «الله اهد دوساً وات بهم» كما في الصحيحين، وكانوا وقتها على الإشراك.
وموضوع البحث: الكافر الذي مات على كفره، هذا لم يقل عالم البتة بجواز الاستغفار له، أو الترحم عليه.
الشبهة الثانية:
قالوا: قد علمنا أن الاستغفار للمشركين لا يجوز. ولكن أهل الكتاب ليسوا بمشركين، وقد قال تعال: ﴿لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ مُنفَكِّينَ حَتَّى تَأْتِيَهُمُ الْبَيِّنَةُ﴾ [أولُ البينة]. فعطف الله المشركين على أهل الكتاب، والعطف يدل على التغاير.
والجواب:
أولاً: لا نسلم بأن العطف دليل التغاير بإطلاق، فقد يفيده وقد لا يفيده. ألم يقل الله تعالى: ﴿ تَعْرُجُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ﴾ [المعارج: 4]، وجبريل عليه السلام من جملتهم.
ثانياً: النصارى مشركون بنص القرآن والسنة.
قال تعالى: ﴿اتَّخَذُواْ أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُواْ إِلاَّ لِيَعْبُدُواْ إِلَـهًا وَاحِدًا لاَّ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ﴾ [التوبة: 31].
فقد ورد عَنْ عَدِيِّ بْنِ حَاتِمٍ أنه قَالَ: أَتَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم وَفِي عُنُقِي صَلِيبٌ مِنْ ذَهَبٍ، فَقَالَ يَا عَدِيُّ اطْرَحْ عَنْكَ هَذَا الْوَثَنَ. وَسَمِعْتُهُ يَقْرَأُ فِي سُورَةِ بَرَاءَةٌ ﴿اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ ﴾ ، قَالَ: «أَمَا إِنَّهُمْ لَمْ يَكُونُوا يَعْبُدُونَهُمْ، وَلَكِنَّهُمْ كَانُوا إِذَا أَحَلُّوا لَهُمْ شَيْئًا اسْتَحَلُّوهُ، وَإِذَا حَرَّمُوا عَلَيْهِمْ شَيْئًا حَرَّمُوهُ» رواه الترمذي.
وفي قوله تعالى: ﴿لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّ اللّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ وَقَالَ الْمَسِيحُ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اعْبُدُواْ اللّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ إِنَّهُ مَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللّهُ عَلَيهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ﴾ [المائدة: 72].
ونعتهم بالشرك نبينا صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي سئل فيه عن سبب صيامه يومي السبت والأحد، فقال: «إنهما يوما عيد للمشركين وأنا أريد أن أخالفهم» رواه أحمد.
الشبهة الثالثة:
ألم يقل الله تعالى: ﴿وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ﴾ [الأعراف: 156]؟ فهي نائلة من آمن بالله ومن لم يؤمن به!!
والجواب:
لو أكمل صاحب الشبهة الآية لما بقي إشكال فيها، وإنما يُؤتى حزب الشيطان من أخذهم بعض الكتاب وإعراضهم عن باقيه! قال تعالى: ﴿وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالَّذِينَ هُمْ بِآيَاتِنَا يُؤْمِنُونَ﴾ [الأعراف: 156].
فنحن لا نتألَّى على الله، ولا نقحم أنفسنا بين الله وعباده، وإنما نبيِّن ما قاله الله وقضى به.
وأما نعت المشرك بالشهادة فمن عجائب الدنيا وغرائب الدهر!!
ذلك لأن المسلم الذي يموت في ساحات الوغى ليس لنا أن نشهد له بها، قال الإمام البخاري في صحيحه:” باب لا يقول فلان شهيد” [باب رقم (76) من كتاب الجهاد والسير].
وأورد حديثين يدلان على ذلك:
الأول: قوله صلى الله عليه وسلم: «والله أعلم بمن يجاهد في سبيله».
والثاني: حديث سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ السَّاعِدِيِّ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم الْتَقَى هُوَ وَالْمُشْرِكُونَ فَاقْتَتَلُوا، فَلَمَّا مَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِلَى عَسْكَرِهِ وَمَالَ الْآخَرُونَ إِلَى عَسْكَرِهِمْ وَفِي أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم رَجُلٌ لَا يَدَعُ لَهُمْ شَاذَّةً إِلَّا اتَّبَعَهَا يَضْرِبُهَا بِسَيْفِهِ. قَالُوا مَا أَجْزَأَ مِنَّا الْيَوْمَ أَحَدٌ كَمَا أَجْزَأَ فُلَانٌ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «أَمَا إِنَّهُ مِنْ أَهْلِ النَّارِ». فَقَالَ رَجُلٌ مِنْ الْقَوْمِ: أَنَا صَاحِبُهُ أَبَدًا، قَالَ فَخَرَجَ مَعَهُ كُلَّمَا وَقَفَ وَقَفَ مَعَهُ، وَإِذَا أَسْرَعَ أَسْرَعَ مَعَهُ، قَالَ: فَجُرِحَ الرَّجُلُ جُرْحًا شَدِيدًا فَاسْتَعْجَلَ الْمَوْتَ، فَوَضَعَ نَصْلَ سَيْفِهِ بِالْأَرْضِ وَذُبَابَهُ بَيْنَ ثَدْيَيْهِ ثُمَّ تَحَامَلَ عَلَى سَيْفِهِ، فَقَتَلَ نَفْسَهُ. فَخَرَجَ الرَّجُلُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: أَشْهَدُ أَنَّكَ رَسُولُ اللَّهِ. قَالَ: «وَمَا ذَاكَ»؟ قالَ الرَّجُلُ: الَّذِي ذَكَرْتَ آنِفًا أَنَّهُ مِنْ أَهْلِ النَّارِ، فَأَعْظَمَ النَّاسُ ذَلِكَ، فَقُلْتُ: أَنَا لَكُمْ بِهِ، فَخَرَجْتُ فِي طَلَبِهِ حَتَّى جُرِحَ جُرْحًا شَدِيدًا فَاسْتَعْجَلَ الْمَوْتَ، فَوَضَعَ نَصْلَ سَيْفِهِ بِالْأَرْضِ وَذُبَابَهُ بَيْنَ ثَدْيَيْهِ ثُمَّ تَحَامَلَ عَلَيْهِ فَقَتَلَ نَفْسَهُ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلمَ عِنْدَ ذَلِكَ: «إِنَّ الرَّجُلَ لِيَعْمَلُ عَمَلَ أَهْلِ الْجَنَّةِ فِيمَا يَبْدُو لِلنَّاسِ وَهُوَ مِنْ أَهْلِ النَّارِ وَإِنَّ الرَّجُلَ لِيَعْمَلُ عَمَلَ أَهْلِ النَّارِ فِيمَا يَبْدُو لِلنَّاسِ وَهُوَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ» أخرجه الشيخان.
وقال عمر رضي الله عنه : ” لعلكم تقولون فِي مَغَازِيكُمْ: قُتِلَ فُلَانٌ شَهِيدًا، مَاتَ فُلَانٌ شَهِيدًا. وَلَعَلَّهُ أَنْ يَكُونَ قَدْ أَوْقَرَ عَجُزَ دَابَّتِهِ أَوْ دَفَّ رَاحِلَتِهِ ذَهَبًا وَفِضَّةً يَبْتَغِي التِّجَارَةَ. فَلَا تَقُولُوا ذَاكُمْ، وَلَكِنْ قُولُوا كَمَا قَالَ مُحَمَّدٌ صلى الله عليه وسلم: «مَنْ قُتِلَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَهُوَ فِي الْجَنَّةِ»” أخرجه أحمد.
وهذا محمولٌ على من قاله جازماً به! لكن من قاله وهو يرجو أن يكون الميت كذلك فلا حرج فيه.
فإذا بان لك أن المسلم لا يجوز نعته بالشهادة فما تقول فيمن نعت كافراً مشركاً بها ؟!!
وصلِّ اللهم وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.