الاتفاق الإطاري بين حكومة الفترة الانتقالية والحركة الشعبية لتحرير السودان قطاع الشمال
بسم الله الرحمن الرحيم
الاتفاق الإطاري بين حكومة الفترة الانتقالية والحركة الشعبية لتحرير السودان – قطاع الشمال
والرد على خالد سلك
جمعة 4 يونيو 2021
مهران ماهر عثمان
مسجد السلام بالطائف (22)
الحمد لله رب العالمين، وأصلي وأسلم على المبعوث رحمةً للعالمين، نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد؛ فقد سربت مسودة الاتفاق الإطاري بين حكومة الفترة الانتقالية والحركة الشعبية لتحرير السودان – قطاع الشمال
وتنص الاتفاقية على ما يلي:
11 – 3 الفصل بين الدين والدولة.
11 – 6 لا يجوز أن تتبنى الدولة دينا معينا!
11- 9 يكون السودان دولة علمانية ديمقراطية لا تستند القوانين فيه إلى أي دين!
11 – 10 إلغاء جميع القوانين التي تقوم على أساس ديني.
11-11 يحظر استخدام الرموز والمدونات الدينية في الوثائق والمراسلات الرسمية
11 – 13 يكون يوم الأربعاء عطلة بدلاً عن الجمعة، وهذا لم يحدث في الدنيا كلها.
وفي بند التعليم:
(ب) تغيير المنهج الدراسي
ج/ دعم التعليم العام في جبال النوبة وغرب كردفان – الفونج، دارفور!! وتقديم المنح الدراسية في الداخل والخارج.
وفي 14 – 4 – د
لم تعد بعد البند (14) اللغة العربية هي اللغة الرسمية للبلاد!
تقنين النظام الربوي وإلغاء قانون الزكاة
تم منح شعوب النوبة والنيل الأزرق ودارفور حق تقرير المصير، وهذا يفضي إلى تقسيم البلاد.
تم منح حق الاستفتاء لشعوب النوبة والنيل الأزرق! من فوض الحركة الشعبية؟ هل هي مفوضة من هذه الشعوب؟
النص على أن الدولة تعترف بملكية الأراضي للقبائل! وهذ يفتح باب الفتن واستدامة الحروب، الأراضي في الدنيا كلها ملك للدولة تخصصا لمواطنيها بدون اعتبارات قبلية
تخصيص موارد التنمية لشعوب معينة!!
يتحدثون عن التهميش! ألا يوجد في الشمال والشرق والوسط والنيل الأبيض.
لو أردت أن أعلق على هذا الاتفاق يمكنني ذلك بجملتين:
1/ هذه حكومة غير منتخبة، وهذا عطاء من لا يملك لمن لا يستحق!
2/ هذا اتفاق لا يساوي الحبر الذي كُتب به!!
نداءٌ للجماعات الإسلامية وللمسلمين جميعاً
لا أحدَ ينكر ما بين الناس من اختلاف في كثير من القضايا، اتحدوا فقط للحفاظ على هُوية البلد، وأذكر بما أفردت له خطبة كاملة قبل أسابيع بعنوان: موقفان من السيرة النبوية، ذكرت فيها بحادثة حلف الفضول، الذي قال فيه النبي صلى الله عليه وسلم: «لقد شهدت حلفا بدار عبد الله بن جدعان ما أحب أن لي به حمر النعم، لو دعيت إليه لأجبت».
فالنبي صلى الله عليه وسلم لو دعي إلى أن يتعاون مع كافر لرد ظلم لأجاب، فكيف بالتعاون مع إخوانك المؤمنين للحفاظ على عقيدة البلاد ودينها، ثم إذا سلم البلاد وأهلها من هذا الشر عاد الناس إلى سالف عهدهم وإلى خلافاتهم ما دام أنه يتعذر بقاؤهم تحت سقف الاتحاد!
إخواننا في الجماعات المختلفة! يا معشر الصوفية! يا جماعة أنصار السنة! يا أيها السلفيون! يا معشر جماعة التبليغ والإخوان، يا أيها الأنصار:
قال تعالى: ﴿وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ﴾ [التوبة: 71].
يا مسلمون: اعتبروا بما قاله سيدنا علي رضي الله عنه وأرضاه،
في البداية والنهاية (7/ 216) “خَطَبَ عَلِيٌّ رضي الله عنه، فَقَطَعَ الْخَوَارِجُ عَلَيْهِ خُطْبَتَهُ فَنَزَلَ فَقَالَ: إِنَّ مَثَلِي وَمَثَلَ عُثْمَانَ كَمَثَلِ أَثْوَارٍ ثَلَاثَةٍ، أَحْمَرَ وَأَبْيَضَ وَأَسْوَدَ، وَمَعَهُمْ فِي أَجَمَةٍ([1]) أَسَدٌ، فَكَانَ كُلَّمَا أَرَادَ قَتْلَ أَحَدِهِمْ مَنَعَهُ الْآخَرَانِ، فَقَالَ لِلْأَسْوَدِ وَالْأَحْمَرِ: إِنَّ هَذَا الْأَبْيَضَ قَدْ فَضَحَنَا فِي هَذِهِ الْأَجَمَةِ فَخَلِّيَا عَنْهُ حَتَّى آكُلَهُ، فَخَلَّيَا عَنْهُ فَأَكَلَهُ، ثُمَّ كَانَ كُلَّمَا أَرَادَ أَحَدَهُمَا مَنَعَهُ الْآخَرُ فَقَالَ لِلْأَحْمَرِ: إِنَّ هَذَا الْأَسْوَدَ قَدْ فَضَحَنَا فِي هَذِهِ الْأَجَمَةِ، وَإِنَّ لَوْنِي عَلَى لَوْنِكَ فَلَوْ خَلَّيْتَ عَنْهُ أَكَلْتُهُ فَخَلَّى عَنْهُ الْأَحْمَرُ فَأَكَلَهُ، ثُمَّ قَالَ لِلْأَحْمَرِ: إِنِّي آكِلُكَ، فَقَالَ: دَعْنِي حَتَّى أَصِيحَ ثَلَاثَ صَيْحَاتٍ، فَقَالَ دُونَكَ، فَقَالَ: أَلَا إِنِّي إِنَّمَا أُكِلْتُ يَوْمَ أكل البيض ثلاثاً فلو أني نصرته لما أكلت ثُمَّ قَالَ عَلِيٌّ: وَإِنَّمَا أَنَا وَهَنْتُ يَوْمَ قتل عثمان، ولو أني نصرته لما وهنت قَالَهَا ثَلَاثًا”.
اعلموا أيها المسلمون أن علمانية هؤلاء التي ينادون بها لن تكون علمانية ناعمةً متسامحة مع من يؤدي شعائره في مسجده! ﴿قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ﴾ [آل عمران: 118]، وستذوق الجماعات الإسلامية كلها الويلات من هؤلاء إذا استتب الأمر لهم! سينفردون بكل جماعة على حدة، وسيقضون على كل داعية على حدة بإلصاق التهم للزجِّ بهم في السجون؛ لئلا ينكر عليهم أحد، والواجب التعاون لإسقاطهم بكل سبيل مشروع.
ثم إنه من الواجب علينا أن نسأل هؤلاء:
منذ أن خرجت الوثيقة الدستورية التي انتقدها بعيد خروجها من على هذا المنبر وأنتم تحكمون البلاد بالعلمانية، سنتان وأنتم تحكمون بها، فماذا قدمت عالمانيتكم لبلادنا؟
أزمة في كل شيء، ارتفاع في الأسعار، تضخم لم تشهد البلاد له مثيلاً، انعدام للدواء، شح في المياه في بلاد يشقُّها النيل من جنوبها إلى شمالها!! جالون البنزين سيتجاوز سقف الـ 1000ج! أزمة في الخبز، أزمة حادة في الكهرباء، وعدتم بأن لا قطوعات في رمضان وكذبتم، تفلتات أمنية كبيرة!
فماذا قدمت عالمانيتكم هذه؟!
الرد على خالد سلك
استمع الناس إلى الوزير خالد سلك الذي ادعى فيه أن الدين يفرق بين الناس!
﴿ كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ إِنْ يَقُولُونَ إِلَّا كَذِبًا ﴾ [الكهف: 5].
وهل استطاع رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يوحد بين الناس كلِّهم إلا بالدين؟!
كذب بنو علمان، وصدق الله.
قال تعالى: ﴿ وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ لَوْ أَنْفَقْتَ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مَا أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ﴾ [الأنفال: 63].
كان القريب يقتل قريبه على مورد الشاة! تقوم الحروب الطويلة بينهم لأتفه الأسباب! فألف الله بينهم، وجمع كلمتهم برسوله صلوات الله وسلامه عليه.
واستمع إلى هذا ما قاله جعفر بن أبي طالب للنجاشي رضي الله عنهما، قال له: “أَيُّهَا الْمَلِكُ، كُنَّا قَوْمًا أَهْلَ جَاهِلِيَّةٍ نَعْبُدُ الْأَصْنَامَ، وَنَأْكُلُ الْمَيْتَةَ وَنَأْتِي الْفَوَاحِشَ، وَنَقْطَعُ الْأَرْحَامَ، وَنُسِيءُ الْجِوَارَ يَأْكُلُ الْقَوِيُّ مِنَّا الضَّعِيفَ، فَكُنَّا عَلَى ذَلِكَ حَتَّى بَعَثَ اللَّهُ إِلَيْنَا رَسُولًا مِنَّا نَعْرِفُ نَسَبَهُ، وَصِدْقَهُ، وَأَمَانَتَهُ، وَعَفَافَهُ، «فَدَعَانَا إِلَى اللَّهِ لِنُوَحِّدَهُ، وَنَعْبُدَهُ، وَنَخْلَعَ مَا كُنَّا نَعْبُدُ نَحْنُ وَآبَاؤُنَا مِنْ دُونِهِ مِنَ الحِجَارَةِ وَالْأَوْثَانِ، وَأَمَرَنَا بِصِدْقِ الْحَدِيثِ، وَأَدَاءِ الْأَمَانَةِ، وَصِلَةِ الرَّحِمِ، وَحُسْنِ الْجِوَارِ، وَالْكَفِّ عَنِ الْمَحَارِمِ، وَالدِّمَاءِ، وَنَهَانَا عَنِ الْفَوَاحِشِ، وَقَوْلِ الزُّورِ، وَأَكْلِ مَالَ الْيَتِيمِ، وَقَذْفِ الْمُحْصَنَةِ، وَأَمَرَنَا أَنْ نَعْبُدَ اللَّهَ وَحْدَهُ لَا نُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا، وَأَمَرَنَا بِالصَّلاةِ، وَالزَّكَاةِ، وَالصِّيَامِ، -فَعَدَّدَ عَلَيْهِ أُمُورَ الْإِسْلامِ-، فَصَدَّقْنَاهُ وَآمَنَّا بِهِ وَاتَّبَعْنَاهُ عَلَى مَا جَاءَ بِهِ، فَعَبَدْنَا اللَّهَ وَحْدَهُ، فَلَمْ نُشْرِكْ بِهِ شَيْئًا، وَحَرَّمْنَا مَا حَرَّمَ عَلَيْنَا، وَأَحْلَلْنَا مَا أَحَلَّ لَنَا، فَعَدَا عَلَيْنَا قَوْمُنَا، فَعَذَّبُونَا وَفَتَنُونَا عَنْ دِينِنَا لِيَرُدُّونَا إِلَى عِبَادَةِ الْأَوْثَانِ مِنْ عِبَادَةِ اللَّهِ، وَأَنْ نَسْتَحِلَّ مَا كُنَّا نَسْتَحِلُّ مِنَ الخَبَائِثِ، فَلَمَّا قَهَرُونَا وَظَلَمُونَا، وَشَقُّوا عَلَيْنَا، وَحَالُوا بَيْنَنَا وَبَيْنَ دِينِنَا، خَرَجْنَا إِلَى بَلَدِكَ، وَاخْتَرْنَاكَ عَلَى مَنْ سِوَاكَ، وَرَغِبْنَا فِي جِوَارِكَ، وَرَجَوْنَا أَنْ لَا نُظْلَمَ عِنْدَكَ أَيُّهَا الْمَلِكُ، قَالَتْ: فَقَالَ لَهُ النَّجَاشِيُّ: هَلْ مَعَكَ مِمَّا جَاءَ بِهِ عَنِ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ؟ قَالَتْ: فَقَالَ لَهُ جَعْفَرٌ: نَعَمْ، فَقَالَ لَهُ النَّجَاشِيُّ: فَاقْرَأْهُ عَلَيَّ، فَقَرَأَ عَلَيْهِ صَدْرًا مِنْ كهيعص، قَالَتْ: فَبَكَى وَاللَّهِ النَّجَاشِيُّ حَتَّى أَخْضَلَ لِحْيَتَهُ، وَبَكَتْ أَسَاقِفَتُهُ حَتَّى أَخْضَلُوا مَصَاحِفَهُمْ حِينَ سَمِعُوا مَا تَلا عَلَيْهِمْ، ثُمَّ قَالَ النَّجَاشِيُّ: إِنَّ هَذَا وَاللَّهِ وَالَّذِي جَاءَ بِهِ مُوسَى لَيَخْرُجُ مِنْ مِشْكَاةٍ وَاحِدَةٍ.
قبائل متناحرة، يقتل القريب قريبه على مورد الشاة، جمع بينها رسول الله صلى الله عليه وسلم بهذا الدين، ثم يأتي من يدعي أن ديننا يفرق بين الناس، ما أكذب هؤلاء! وما أجرأهم على قول الكفر!!
رب صل وسلم على نبينا محمد
[1] ) أرض برية فيها شجر كثيف.
الاتفاق الإطاري بين الحكومة الانتقالية والحلو والرد على خالد سلك

