صفقة القرن وحرية المثليين!
بسم الله الرحمن الرحيم
صفقة القرن وحرية المثليين!
مهران ماهر عثمان
مسجد السلام بالطائف (22)
31/ 1/ 2020م
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛
أبدأ خطبتي هذه بنصوص تعرفنا بما للمسجد الأقصى من مكانةٍ وفضل في ديننا:
فضائل الأقصى
رغبت السنة في شد الرحال إليه
ثبت عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «لَا تُشَدُّ الرِّحَالُ إِلَّا إِلَى ثَلَاثَةِ مَسَاجِدَ: الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ، وَمَسْجِدِ الرَّسُولِ صلى الله عليه وسلم، وَمَسْجِدِ الْأَقْصَى» رواه البخاري ومسلم.
والمعنى: لا تشد الرحال إلى موضع يتقرب به إلا إلى هذه المساجد. ويؤيده إنكار بصرة على أبي هريرة رضي الله عنهما، فإن أبا هريرة رضي الله عنه أتى من الطور ولقي بَصْرَةَ بْنَ أَبِي بَصْرَةَ الْغِفَارِيَّ رضي الله عنه ، فَقَالَ: مِنْ أَيْنَ جِئْتَ؟ قُلْتُ: مِنْ الطُّورِ. قَالَ: لَوْ لَقِيتُكَ مِنْ قَبْلِ أَنْ تَأْتِيَهُ لَمْ تَأْتِهِ. قُلْتُ لَهُ: وَلِمَ؟ قَالَ: إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «لَا تُعْمَلُ الْمَطِيُّ إِلَّا إِلَى ثَلَاثَةِ مَسَاجِدَ؛ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ، وَمَسْجِدِي، وَمَسْجِدِ بَيْتِ الْمَقْدِسِ». وهذا القول هو الصحيح.
وهو ثاني مسجد بُني على ظهر هذه الأرض
فقد سأل أبو ذر رضي الله عنه نبينا صلى الله عليه وسلم: أي مسجد وضع في الأرض أول؟ قال: «المسجد الحرام». قال: ثم أي؟ قال: «المسجد الأقصى». قال: كم بينهما؟ قال: «أربعون سنة» رواه البخاري ومسلم.
قال شيخ الإسلام: “فالمسجد الأقصى كان في عهد إبراهيم عليه السلام, لكن سليمان عليه السلام بناه بناءً عظيمًا, فكل من المساجد الثلاث بناه نبي كريم ليصلي فيه هو والناس” [الفتاوى (ج27/ص351)].
فتعاقب على بناء المسجد الأقصى المسجد الأقصى نبيان كريمان.
وذكر السيوطي في شرحه لسنن النسائي (2/ 33) “أن آدم نفسه هو الذي وضع المسجد الأقصى، وأن بناء إبراهيم وسليمان له كان تجديداً لما كان أسسه غيرهما”.
ويُرجى لمن صلى فيه أن يخرج من ذنوبه كيوم ولدته أمُّه
لحديث عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو رضي الله عنهما، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «لَمَّا فَرَغَ سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ مِنْ بِنَاءِ بَيْتِ الْمَقْدِسِ، سَأَلَ اللَّهَ ثَلَاثًا: حُكْمًا يُصَادِفُ حُكْمَهُ، وَمُلْكًا لَا يَنْبَغِي لَأَحَدٍ مِنْ بَعْدِهِ، وَأَلَّا يَأْتِيَ هَذَا الْمَسْجِدَ أَحَدٌ لَا يُرِيدُ إِلَّا الصَّلَاةَ فِيهِ، إِلَّا خَرَجَ مِنْ ذُنُوبِهِ كَيَوْمِ وَلَدَتْهُ أُمُّهُ. أَمَّا اثْنَتَانِ فَقَدْ أُعْطِيَهُمَا، وَأَرْجُو أَنْ يَكُونَ قَدْ أُعْطِيَ الثَّالِثَةَ» رواه ابن ماجه.
ولستُ أريد في خطبتي هذه الاسترسال في الحديث عن فضائل الأقصى، ولكني سأتحدث عن مسألتين فيها:
- ما دعا إليه ترامب لحل مشكلة القضية الفلسطينية، وهذا ما سمَّوْه بصفقة القرن، وقلت: ما دعا إليه ترامب مجازاً، فرؤساء أمريكا وعبَّادهم من رؤساء العرب لا يملك واحد منهم أن يحيد قيد أنملة عما يريده اليهود.
- ما دعا إليه الإسلام لحل هذه المشكلة.
فما الذي دعا إليه ترامب؟
- أيلولة المستوطنات التي أقيمت في الضفة الغربية إلى الكيان الصهيوني.
- القدس عاصمة الصهاينة، في 23 يناير 1950م، أعلنت دولة اليهود القدس الغربية عاصمة لها، والآن أعلنوا أن القدس كلها عاصمتهم!
- المسجد الأقصى تحت الوصاية الأردنية، وهي إدارة صورية كما هو معلوم.
- غَوْر الأردن الواقع في الأراضي الفلسطينية والمتاخم لحدود الأردن يكون تحت السيادة الصهيونية
- نزع سلاح المجاهدين.
- اعتراف الطرف الفسطيني بالكيان الصهيوني والعكس بالعكس.
- تأجيل تشييد المستوطنات لأربعة أعوام.
هذا ما دعا إليه ترامب، هذه بنود “صفقة القرن”.
هذا ما دعا إليه ترامب، فما الذي دعا إليه الإسلام؟
أنه لا تفاوض مع من أخذ حقك، فالظالم المعتدي الذي يسرق الرض وينتهك العرض لا يعترف الإسلام إلا بجهاده، فما دون الجهاد في التعامل معه خنوع وذل.
سل نفسك سؤالاً أيها المسلم: لو أخذ أحد أرض غيره واعتدى عليها وسكن معه في بيته هل يفاوضه أم يقاتله؟
في صحيح صحيح، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَرَأَيْتَ إِنْ جَاءَ رَجُلٌ يُرِيدُ أَخْذَ مَالِي؟ قَالَ: «فَلَا تُعْطِهِ مَالَكَ». قَالَ: أَرَأَيْتَ إِنْ قَاتَلَنِي؟ قَالَ: «قَاتِلْهُ». قَالَ: أَرَأَيْتَ إِنْ قَتَلَنِي؟ قَالَ: «فَأَنْتَ شَهِيدٌ». قَالَ: أَرَأَيْتَ إِنْ قَتَلْتُهُ؟ قَالَ: «هُوَ فِي النَّارِ».
ووالله لا عزَّ لهذه الأمة إلا برفع راية الجهاد في سبيل الله تعالى، وما ترك قوم الجهاد إلا وأحاط الذل بهم، والواقع أصدق دليل، ففي سنن أبي داود، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «إِذَا تَبَايَعْتُمْ بِالْعِينَةِ، وَأَخَذْتُمْ أَذْنَابَ الْبَقَرِ، وَرَضِيتُمْ بِالزَّرْعِ، وَتَرَكْتُمُ الْجِهَادَ، سَلَّطَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ ذُلًّا لَا يَنْزِعُهُ حَتَّى تَرْجِعُوا إِلَى دِينِكُمْ».
وسبق أن بينتُ كثيراً أن الله وعد بإظهار دينه في مواضع من القرآن الكريم، قول ربنا: ﴿هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ﴾، ورد في ثلاثة مواضع من القرآن الكريم، في التوبة والفتح والصف. ومعنى ليظهره: ليعليَه على الأديان كلِّها.
وما من موضعٍ من هذه المواضع الثلاثة إلا وأحاطت به آيات الجهاد إحاطة السوار بالمعصم؛ تأكيداً لأن سبيل إظهار الدين: رفع راية الجهاد، هذه هي اللغة التي لن يفهم العدو الصهيوني المغتصب غيرها.
ففي سورة التوبة قبل الوعد بإظهار الدين جاء قول رب العالمين: ﴿قَاتِلُوا الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلَا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَلَا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ﴾ [التوبة: 29]، وبعد الوعد: ﴿وَقَاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَافَّةً﴾ [التوبة: 36].
وفي الفتح قال ربنا قبل وعده بإظهار الدين: ﴿لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ﴾ [الفتح: 18]، والمبايعة على الموت والقتال. وبعدها: ﴿مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ﴾ [الفتح: 29]، أي: في معامع القتال ومواقع النزال.
وفي الصف، قبل الوعد بإظهار الدين: ﴿إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُمْ بُنْيَانٌ مَرْصُوصٌ﴾ [الصف: 4]، وبعده: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنْجِيكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ (10) تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ﴾ [الصف: 10، 11].
فلا سبيل إلى العز إلا برفع راية الجهاد في سبيل الله تعالى.
ونعلم أن الجهاد لا يجب بغير قدرةٍ، ولذا يجب علينا جميعاً دعم الحركات الجهادية الفلسطينية.
شبهة أختم بها خطبتنا الأولى هذه
شبهة يتداولها أذناب اليهود في هذه الأيام لابد من تعريتها، وهي أن لليهود حقاً تاريخياً قديماً في بيت المقدس، فما هو الرد على هذه الفرية؟
أولاً:
من الذي بنى بييت المقدس؟
أوردت قولاً للسيوطي نص فيه على أن آدم عليه السلام هو من بنى بيت المقدس، وبناء الخليل وسليمان عليهما السلام كان تجديداً له، فهل كان آدم يهودياً!!؟ هل كان الخليل إبراهيم يهودياً؟!! قال تعالى: ﴿مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيًّا وَلَا نَصْرَانِيًّا وَلَكِنْ كَانَ حَنِيفًا مُسْلِمًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ﴾ [آل عمران: 67]. هل كان سليمان عليه السلام يهودياً؟ قال تعالى عن بلقيس: ﴿قَالَتْ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي وَأَسْلَمْتُ مَعَ سُلَيْمَانَ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾ [النمل: 44]، فدين الأنبياء جميعاً الإسلام، دين موسى عليه السلام الإسلام، قال تعالى: ﴿وَقَالَ مُوسَى يَاقَوْمِ إِنْ كُنْتُمْ آمَنْتُمْ بِاللَّهِ فَعَلَيْهِ تَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُسْلِمِينَ﴾ [يونس: 84]. والنبي صلى الله عليه وسلم قال لليهود: «أنا أولى بموسى منكم». بل إسرائيل نفسه يعقوب عليه السلام كان على الإسلام، قال تعالى: ﴿أَمْ كُنْتُمْ شُهَدَاءَ إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ إِذْ قَالَ لِبَنِيهِ مَا تَعْبُدُونَ مِنْ بَعْدِي قَالُوا نَعْبُدُ إِلَهَكَ وَإِلَهَ آبَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِلَهًا وَاحِدًا وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ﴾ [البقرة: 133].
فالإسلام بمعناه العام: الاستسلام والخضوع لأمر الله.
ثانياً:
من الناحية التاريخية: لما أطلقت الدعوة لتأسيس وطن لليهود يجمع شتاتهم كانت هناك عدد من المقترحات، منها: الأرجنتين، أوغندا، قبرص، ثم استقر الأمر بعد مداولات على أن يكون وطنهم في فلسطين.
ثالثاً:
ثم إن أول من سكن فلسطين: العرب الكنعانيون، هاجرت قبيلة منهم من الجزيرة العربية وسكنوا في فلسطين وإليهم هاجر الخليل عليه السلام،
رابعاً:
لو كان لهم حق تاريخي في فلسطين فلماذا لا يطالبون بحقهم التاريخي في مصر التي سكنوها قبل فلسطين من زمن يوسف عليه السلام، هل يقول عاقل إن لهم حقاً تاريخياً في مصر!؟
خامساً:
قال ربنا: ﴿وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ﴾ [الأنبياء/105].
وهذه الأرض فتحها المسلمون وتسلم سيدنا الفاروق عمر مفاتيح بيت المقدس، فهي أرض إسلامية لا يجوز التنازل من شبر منها، ولا يملك أحد ذلك، ولو قال المجاهدون اليوم: لليهود حق في فلسطين وحاشا أن يقولوا ذلك لقال لهم المسلمون: كذبتم، لا حق لهم فيها.
بشارة أختم بها
عَنْ أَبِي أُمَامَةَ رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَا تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي عَلَى الْحَقِّ ظَاهِرِينَ، لَعَدُوِّهِمْ قَاهِرِينَ، لَا يَضُرُّهُمْ مَنْ خَالَفَهُمْ إِلَّا مَا أَصَابَهُمْ مِنْ لَأْوَاءَ حَتَّى يَأْتِيَهُمْ أَمْرُ اللَّهِ وَهُمْ كَذَلِكَ». قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ وَأَيْنَ هُمْ؟ قَالَ: «بِبَيْتِ الْمَقْدِسِ وَأَكْنَافِ بَيْتِ الْمَقْدِسِ» رواه أحمد.
وتأمل في قوله: «لا يضرهم من خذلهم» تزدد يقيناً بصدق نبوته، فقد وقع هذا الذي أخبر به هذا اليوم بأوضح صورة، وكما وقع الخذلان الذي تنبأ به، سيتحقق أنهم لن يتضرروا من ذلك، ﴿لَا يُخْلِفُ اللَّهُ الْمِيعَادَ﴾ [الزمر: 20].
حرية المثليين
في بعض القنوات دعا أحد الأطباء إلى ضرورة رعاية حرية المثليين! هكذا أصبح الكفر بالله ينشر على قنواتنا بكل صراحة في عهد هذا النظام الذي يُعدُّ نكبةً عظيمة لأهل هذه البلاد.
وهذا كلام لا يمكن لمسلم أن يقوله.
فتحريم الفاحشة أمر أوضح من أن أسوق الأدلة لبيانه.
قال ربنا عن لوط عليه السلام: ﴿وَلُوطًا إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ مَا سَبَقَكُمْ بِهَا مِنْ أَحَدٍ مِنَ الْعَالَمِينَ﴾ [الأعراف: 80].
وعن ابن عباس رضي الله عنهما، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: «لعَنَ اللهُ مَنْ عَمِلَ عَمَلَ قومِ لوطٍ، لعَنَ اللهُ مَنْ عَمِلَ عَمَلَ قومِ لوطٍ، لعَنَ اللهُ مَنْ عَمِلَ عَمَلَ قومِ لوطٍ» رواه البيهقي.
قال الوليد بن عبد الملك: “لولا أنَّ الله ذكر قوم لوط في القرآن ما ظننت أن ذكراً يفعل هذا بذكرٍ” [البداية والنهاية 9/ 184].
فكيف لو سمع الوليد بأن هناك من يدعو اليوم إلى رعاية حقهم؟
ولابد من القول بأن هناك حقاً ضائعاً يتعلق بهؤلاء لابد من إيجاده
وهو قتلهم.
فقد أمر النبي صلى الله عليه وسلم بقتل الفاعل والمفعول به فقال: «مَنْ وَجَدْتُمُوهُ يَعْمَلُ عَمَلَ قَوْمِ لُوطٍ فَاقْتُلُوا الْفَاعِلَ وَالْمَفْعُولَ بِهِ» رواه أحمد.
قال ابن القيم رحمه الله: “وحتم قتل اللوطي حداً كما أجمع عليه أصحاب رسول الله ودلت عليه سنة رسول الله الصريحة التي لا معارض لها، بل عليها عمل أصحابه وخلفائه الراشدين رضي الله عنهم أجمعين، وقد ثبت عن خالد بن الوليد أنه وجد في بعض نواحي العرب رجلاً يُنكح كما تُنكح المرأة، فكتب إلى أبي بكر الصديق رضي الله عنه فاستشار أبو بكر الصديق الصحابة رضي الله عنهم، فكان علي بن أبي طالب أشدهم قولاً فيه، فقال: ما فعل هذا إلا أمة من الأمم واحدة، وقد علمتم ما فعل الله بها، أرى أن يحرق بالنار. فكتب أبو بكر إلى خالد فحرقه. وقال عبد الله بن عباس: أرى أن ينظر أعلى ما في القرية فيرمى اللوطي منها منكساً ثم يتبع بالحجارة. وأخذ ابن عباس هذا الحد من عقوبة الله للوطية قوم لوط، وابن عباس هو الذي روى عن النبي صلى الله عليه وسلم: «من وجدتموه يعمل عمل قوم لوط فاقتلوا الفاعل والمفعول به»… وأطبق أصحاب رسول الله على قتله لم يختلف منهم فيه رجلان وإنما اختلفت أقوالهم في صفة قتله فظن بعض الناس ذلك اختلاف منهم في قتله فحكاها مسألة نزاع بين الصحابة وهي بينهم مسألة النزاع” [الجواب الكافي، ص 120]
وقال ابن قدامة رحمه الله: “ولأنه (قتل الفاعل والمفعول به سواء كانا محصنين أو غير محصنين) إجماع الصحابة رضي الله عنهم، فإنهم أجمعوا على قتله، وإنما اختلفوا في صفته” [المغني 10/ 155].
أسأل الله أن يطهر بلادنا من هؤلاء الأنجاس، إنه سميع قريب مجيب.
