غير مصنف

الغيبة مرعى اللئام

بسم الله الرحمن الرحيم

كيف نتوب من الغيبة؟
  • معنى التوبة وفتح بابها
  • الترهيب من الغيبة:
  • لقد زجرت نصوص القرآن من هذا الخلق المرذول.
  • فالغيبة ضرب الله لأصحابها أسوأ الأمثلة:
  • تَخَلَّلْ». قَالَ: وَمَا أَتَخَلَّلُ يَا رَسُولَ الله، أَكَلْتُ لَحْمًا!؟ قَالَ: «إِنَّكَ أَكَلْتَ لَحْمَ أَخِيكَ» ط
  • والغيبة صفة الفاسقين لا ينبغي أن تكون في المؤمنين:
  • قال تعالى: }ولا تلمزوا أنفسكم ولا تنابزوا بالألقاب بئس الاسم الفسوق بعد الإيمان{ [سورة الحجرات: 11].
  • «يَا مَعْشَـرَ مَنْ آمَنَ بِلِسَانِهِ وَلَمْ يَدْخُلْ الْإِيمَانُ قَلْبَهُ، لَا تَغْتَابُوا الْمُسْلِمِينَ» ح
  • ولا أكره ولا أنتن من رائحة الذين يغتابون المؤمنين ح
  • الغيبة عظيمة ولو كانت بكلمة يسيرة: د
  • والمغتاب مستحق للهجر. د
  • والغيبة أخبث أنواع الربا: طس
  • والغيبة هلاك في الآخرة: د
  • والغيبة من أسباب عذاب القبر: د
  • والغيبة من أسباب دخول النار: قال تعالى: }ويل لكل همزة لمزة{ [سورة الهمزة: 1].
 

غيبة لا تحتاج إلى توبة.

حصر العلماء المواضع التي تجوز فيها الغيبة، وبينوا أنها ستة مواضع، يجمعها قول الناظم([1]):

القدح ليس بغية في ســتة     متظلم ومعــــرفٍ ومحذرِ

ومجاهر فسقاً ومستفت  ومن    طلب الإعانة في إزالــة منكر

1/ التظلم.

2/ التعريف: لا انتقاص. لا يعرف إلا به

3/ التحذير فاطمة بنت قيس م| اعدل 2

قال ابن حجر رحمه الله: "وَقَدْ أَجْمَعَ الْعُلَمَاء عَلَى جَوَاز جَرْح الْمَجْرُوحِينَ مِنْ الرُّوَاة أَحْيَاء وَأَمْوَاتًا"فتح الباري: 3/259

4/ المجاهرة بالمعصية. بِئْسَ أَخُو الْعَشِيرَةِ» [رواه البخاري ومسلم].

5/ الاستفتاء. هند 2

6/ طلب الإعانة لتغيير المنكر.

كيف يتوب المرء من الغيبة؟

حديثان نبويان بين فيهما رسولنا صلى الله عليه وسلم ذلك.

الأول:

قال صلى الله عليه وسلم: «مَنْ كَانَتْ لَهُ مَظْلَمَةٌ لِأَخِيهِ مِنْ عِرْضِهِ أَوْ شَيْءٍ فَلْيَتَحَلَّلْهُ مِنْهُ الْيَوْمَ قَبْلَ أَنْ لَا يَكُونَ دِينَارٌ وَلَا دِرْهَمٌ، إِنْ كَانَ لَهُ عَمَلٌ صَالِحٌ أُخِذَ مِنْهُ بِقَدْرِ مَظْلَمَتِهِ، وَإِنْ لَمْ تَكُنْ لَهُ حَسَنَاتٌ أُخِذَ مِنْ سَيِّئَاتِ صَاحِبِهِ فَحُمِلَ عَلَيْهِ» [رواه البخاري].

الحديث الثاني:

عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: كانت العرب تخدم بعضها بعضاً في الأسفار، و كان مع أبي بكر و عمر رجل يخدُمهما، فناما، فاستيقظا، و لم يهيئ لهما طعاما، فقال أحدهما لصاحبه: إن هذا ليوائم نوم بيتكم، فأيقظاه فقالا: ائت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقل له: إن أبا بكر و عمر يقرئانك السلام، وهما يستأدمانك. فقال: «أقرئهما السلام، وأخبرهما أنهما قد ائتدما»، ففزعا، فجاءا إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالا: يا رسول الله بعثنا إليك نستأدمك، فقلت: «قد ائتدما». فبأي شيء ائتدمنا؟ قال: «بلحم أخيكما، والذي نفسـي بيده إني لأرى لحمه بين أنيابكما»، يعني لحم الذي استغاباه. قالا: فاستغفر لنا. قال: «هو فليستغفر لكما» [أخرجه الضياء المقدسي في المختارة].

والتحلل على نوعين:

إذا كانت الغيبة التي تريد أن تتحلل منها لا توغر صدر أخيك عليك، كما لو علمت أنه علم بها من غيرك فلا بد من طلب العفو منه بصورة مفصلة.

وأما إذا غلب على الظن أنك إن أخبرته بتفصيل عن غيبتك له أوغرت صدره عليك فلا يمكن أن تأمر الشريـعة بفعل ما يوغر الصدور بين الناس، وإنما تطلب منه العفو على سبيل الإجمال، قل له: أخطأنا في حقك، سامحنا، العفو يا فلان.. أو أن تجده مع مجموعة فتطلب العفو منهم جميعاً، أو تذهب إليه إذا أردت سفراً فتطلب العفو بذلك، فهذا هو الذي يُقدر عليه، والله لا يرد تائباً صادقاً انطرح بين يديه.

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:"فمن تاب من ظلم لم يسقط بتوبته حق المظلوم، لكن من تمام توبته أن يعوضه بمثل مظلمته. وإن لم يعوضه في الدنيا فلا بد له من العِوض في الآخرة، فينبغي للظالم التائب أن يستكثر من الحسنات حتى إذا استوفى المظلومون حقوقهم لم يبق مفلساً. ومع هذا فإذا شاء الله أن يعوض المظلوم من عنده فلا راد لفضله، كما إذا شاء أن يغفر ما دون الشرك لمن يشاء"([2]).

الاستمرار على طريق التوبة من الغيبة 

سببان، وسبيلان، وإضاءتان:

أما السببان اللذان يوقعان في الغيبة فالحسد، ومجاملة الناس.

وأما سبيلا الخلاص منها فهما: صم كلما اغتبت وانشغل بعيبك.

وأما الإضاءتان الفحش| ضابط

[1] / كمال الدين بن أبي شرف.

[2] / مجموع الفتاوى: 18/187.
شارك المحتوى

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *