
رسائل وتوجيهات تتعلق بفتنة النيل الأزرق
بسم الله الرحمن الرحيم
رسائل وتوجيهات تتعلق بفتنة النيل الأزرق
23 ذو الحجة 1443ه الموافق 22 يوليو 2022
مسجد السلام بالطائف (22)
مهران ماهر عثمان
الحمد لله رب العالمين، رب صل وسلم على نبينا محمد، أما بعد؛
مقدمة
فقبل أيام، بتاريخ: 15/ 7/ 2022م، وقع اقتتال قبلي في الدمازين، والرصيرص، بولاية النيل الأزرق ووقعت أعمالُ سلبٍ ونهبٍ؛ وألقت هذه الفتنة بشررها على كسلا، وكادت أن تنتقل إلى غير ذلك من المناطق! ولا يشك عاقل أن هذه الإشكالات مخطط لها؛ لتمزيق هذه البلاد والاستحواذ على خيراتها ومواردها، يخطط لها عدوٌّ خارجيٌّ، له عملاء داخل هذه البلاد يفعلون ما يأمرهم به!
وهذه هي الخطبة الرابعة التي أتحدث فيها عن التعصب القبلي، أسأل الله تعالى أن يصلح أحوالنا، وهي رسائل أوجهها إبراءً للذمة ونصحاً للأمة، سائلاً الله تعالى أن ينفع بها.
1/ رسائل إلى وقود الفتنة الذي يقتلون ويقاتلون للقبلية!
قال تعالى: ﴿مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا وَلَقَدْ جَاءَتْهُمْ رُسُلُنَا بِالْبَيِّنَاتِ ثُمَّ إِنَّ كَثِيرًا مِنْهُمْ بَعْدَ ذَلِكَ فِي الْأَرْضِ لَمُسْرِفُونَ﴾ [المائدة: 32].
والمعنى: بسبب جناية القتل هذه شَرَعْنا لبني إسرائيل أنَّه من قَتل نفسًا بغير سبب مِن قصاص، أو فساد في الأرض بأي نوع من أنواع الفساد الموجب للقَتْل كالشرك والمحاربة، فكأنما قتل الناس جميعًا، وفي معنى: ﴿فكأنما قتل الناس جميعا﴾ أقوال:
أحدها: أن عليه إِثم من قتل الناس جميعاً، قاله الحسن، والزجاج.
والثاني: أنه يصلى النار بقتل المسلم، كما لو قتل الناس جميعاً، قاله مجاهد، وعطاء.
والثالث: أنه يجب عليه من القصاص مثل ما لو قتل الناس جميعاً، قاله ابن زيد.
وثبت في سنن أبي داود عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «ليس منا من دعا إلى عصبية، وليس منا من قاتل على عصبية، وليس منا من مات على عصبية». وهذا الحديث قوَّى إسناده ابن باز رحمه الله وغيره.
والدعوة إليها: حث الناس على التعصب القبلي.
وقاتل عليها: قاتل مع قومه لأنهم قومه لا لأنهم على الحق، ومات عليها: مات على هذا وأفنى فيه عمره ولم يتب.
وفي مسلم، عَنْ جُنْدَبِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْبَجَلِيِّ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ قُتِلَ تَحْتَ رَايَةٍ عُـمِّيَّةٍ (ويجوز بكسر العين) يَدْعُو عَصَبِيَّةً، أَوْ يَنْصُرُ عَصَبِيَّةً، فَقِتْلَةٌ جَاهِلِيَّةٌ».
وفيه أيضاً: «َمَنْ قَاتَلَ تَحْتَ رَايَةٍ عِمِّيَّةٍ يَغْضَبُ لِعَصَبَةٍ، أَوْ يَدْعُو إِلَى عَصَبَةٍ، أَوْ يَنْصُرُ عَصَبَةً، فَقُتِلَ فَقِتْلَةٌ جَاهِلِيَّةٌ».
العُمِّيَّة: الأمر الأعمى لا يستبين وجهه، قَالَ إِسْحَاق بن رَاهَوَيْه: “هَذَا فِي قتال الْقَوْم فِي العصبية، والعصبية نصْرَة الْقَوْم على هواهم، وَإِن خَالف الشَّرْع” [كشف المشكل من حديث الصحيحين ج3/ ص596]
يغضب لعصبة: يغضب لقومه ولو كانوا على الباطل.
ويدعو لعصبة: يدعو غيره للتعصب القبلي.
وينصر عصبة: يقاتل معهم ولو كانوا ظالمين، كحال الأول الذي قال:
وما أنا إلا من غَزَيَّة إن غوت غويتُ وإن ترشُد غَزِيَّة أَرْشُدُ
وأما معنى «فقتلة جاهلية»، أي: مات على ضلالة كما يموت أهل الجاهلية عليها، ومات كموتهم فإنهم يموتون لذلك، للعصبية.
2/ رسالة إلى من ولاه الله أمر هذه البلاد.
وبعض حديثي هذا موجَّهٌ إلى زعماء القبائل.
والمتقاعسون الذين لا يحركون ساكناً حيال هذه الفتنة من هؤلاء شركاء في هذه الجريمة.
رسالتي لهم: من لا يقوى على إدارة شأن البلاد بالقوة والعدل والحزم فمن الخيانة أن يستمر في منصبه!!
قال تعالى: ﴿قَالَتْ إِحْدَاهُمَا يَا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ﴾ [القصص: 26]. والمعنى: ﴿يا أبت استأجره﴾؛ ليرعى لنا الغنم، إن خير من تستأجره للرعي القوي على حفظ ماشيتك، الأمين الذي لا تخاف خيانته. فهذا رعي الغنم، فكيف برئاسة البلاد؟!
وفي صحيح مسلم، عَنْ أَبِي ذَرٍّ رضي الله عنه، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَلَا تَسْتَعْمِلُنِي؟ قَالَ: فَضَرَبَ بِيَدِهِ عَلَى مَنْكِبِي، ثُمَّ قَالَ: «يَا أَبَا ذَرٍّ، إِنَّكَ ضَعِيفٌ، وَإِنَّهَا أَمَانَةُ، وَإِنَّهَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ خِزْيٌ وَنَدَامَةٌ، إِلَّا مَنْ أَخَذَهَا بِحَقِّهَا، وَأَدَّى الَّذِي عَلَيْهِ فِيهَا».
وفي جامع الطبراني الكبير قولُ نبينا صلى الله عليه وسلم: «من تولى عملاً وهو يعلم أنه ليس لذلك العمل أهل فليتبوأ مقعده من النار».
رسالتي لمن ولاه الله الأمر: أنَّ عدم حسم هذه الفتن يدخل الوالي في هذا الوعيد الذي ورد في صحيح مسلم:
«مَا مِنْ عَبْدٍ يَسْتَرْعِيهِ اللهُ رَعِيَّةً، يَمُوتُ يَوْمَ يَمُوتُ وَهُوَ غَاشٌّ لِرَعِيَّتِهِ، إِلَّا حَرَّمَ اللهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ».
رسالتي لهم:
ما قاله عثمان بن عفان رضي الله عنه: “إن الله يزع بالسلطام ما لا يزع بالقرآن”.
رسالتي لهم:
ما قاله الفاروق رضي الله عنه: “لو أن بغلة بالعراق تعثرت لظننت أن الله يسألني: لم لم تصلح لها الطريق يا عمر”.
هذا في بغلة، فكيف بالسلبية في التعامل مع هذه الفتنة!!؟
رسالتي لهم:
لابدَّ من الضرب بيدٍ من حديد على كلِّ من يشعل نار هذه الفتنة، فعدم إلحاق العقوبة بهم يزكي نارها! ومن أمن العقوبة أساء الأدب.
لابد من تجريم الخطاب العنصري، وعقوبة من يفعل ذلك؛ ليكونوا عبرة لغيرهم.
تأملوا يا أيها القائمون على أمر هذه البلاد التي ابتليت بكم كيف تعامل النبي صلى الله عليه وسلم مع هذه الفتنة: في الصحيحين عن جابر رضي الله عنه قَالَ: كُنَّا فِي غَزَاةٍ، فَكَسَعَ رَجُلٌ مِنْ الْمُهَاجِرِينَ رَجُلًا مِنْ الْأَنْصَارِ، فَقَالَ الْأَنْصَارِيُّ: يَا لَلْأَنْصَارِ! وَقَالَ الْمُهَاجِرِيُّ: يَا لَلْمُهَاجِرِينَ! فَسَمِعَ ذَلِكَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: «مَا بَالُ دَعْوَى الْجَاهِلِيَّةِ»؟ قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ كَسَعَ رَجُلٌ مِنْ الْمُهَاجِرِينَ رَجُلًا مِنْ الْأَنْصَارِ. فَقَالَ: «دَعُوهَا فَإِنَّهَا مُنْتِنَةٌ».
والكسْع: ضرب الدبر باليد أو بالرجل.
رسالتي لهم:
﴿وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِنْ بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ فَإِنْ فَاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ﴾ [الحجرات: 9].
والأمر بقتالهم موجه إلى ولاة الأمر وليس إلى آحاد المؤمنين.
ومن العدل الذي أمر الله به: رد الحقوق وإقامة القصاص.
3/ رسائل إلى وجهاء وزعماء القبائل
أين قيامكم بواجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؟!!
عن عائشة رضي الله عنها قالت دخل علي النبي صلى الله عليه وسلم فعرفت في وجهه أن قد حضره شيء، فتوضأ وما كلم أحدا، فلصقت بالحجرة أستمع ما يقول، فقعد على المنبر فحمد الله وأثنى عليه وقال: «يا أيها الناس، إن الله يقول لكم: مُرُوا بِالْمَعْرُوفِ، وَانْهَوْا عَنْ الْمُنْكَرِ، مِنْ قَبْلِ أَنْ تَدْعُونِي فَلَا أُجِيبُكُمْ، وَتَسْأَلُونِي فَلَا أُعْطِيكُمْ، وَتَسْتَنْصِرُونِي فَلَا أَنْصُرُكُمْ» رواه أحمد وابن ماجه وابن حبان، حسنه محققو المسند.
وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «من رأى منكم منكرا فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان» رواه مسلم.
وعن عرس بن عميرة الكندي رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إذا عملت الخطيئة في الأرض كان من شهدها فأنكرها كمن غاب عنها، ومن غاب عنها فرضيها كان كمن شهدها» رواه أبو داود.
وعن جرير بن عبد الله رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «ما من رجل يكون في قوم يعمل فيهم بالمعاصي يقدرون على أن يغيروا عليه ولا يغيرون إلا أصابهم الله منه بعقاب قبل أن يموتوا» رواه أبو داود.
4/ رسالة إلى من يزكي نار الفتنة ويشعلها
أذكرهم بحديث الصحيحين، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما، قَالَ: مَرَّ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِحَائِطٍ مِنْ حِيطَانِ المَدِينَةِ، أَوْ مَكَّةَ، فَسَمِعَ صَوْتَ إِنْسَانَيْنِ يُعَذَّبَانِ فِي قُبُورِهِمَا، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «يُعَذَّبَانِ، وَمَا يُعَذَّبَانِ فِي كَبِيرٍ» ثُمَّ قَالَ: «بَلَى، كَانَ أَحَدُهُمَا لاَ يَسْتَتِرُ مِنْ بَوْلِهِ، وَكَانَ الآخَرُ يَمْشِي بِالنَّمِيمَةِ».
أذكرهم بحديث أبي سعيد الخدري وأبي هريرة رضي الله عنهما، قالا: قال رسول اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «لَوْ أَنَّ أَهْلَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ اشْتَرَكُوا فِي دَمِ مُؤْمِنٍ لأَكَبَّهُمُ اللَّهُ فِي النَّارِ» رواه الترمذي.
فلو أن واحداً أعان على قتل أخيه بكلمة للحق به شيء من إثم قتله.
قال الصنعاني رحمه الله: “وظاهره ولو اشتركوا بالقول ولم يباشروا لأنه يتعذر مباشرة الكل له” [التنوير شرح الجامع الصغير 9/ 130].
5/ رسالة إلى من ينشر الأخبار بدون تأكد منها
لقد رأى النبي صلى الله عليه وسلم في المنام رجلاً يعذب، يشرشر شدقه، يفعل به ذلك إلى يوم القيامة، قال صلى الله عليه وسلم: «أَمَّا الَّذِي رَأَيْتَهُ يُشَقُّ شِدْقُهُ، فَكَذَّابٌ يُحَدِّثُ بِالكَذْبَةِ، فَتُحْمَلُ عَنْهُ حَتَّى تَبْلُغَ الآفَاقَ، فَيُصْنَعُ بِهِ إِلَى يَوْمِ القِيَامَةِ» رواه البخاري.
6/ رسالة لنا جميعاً
﴿يَاأَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ﴾ [الحجرات: 13].
وفي مسند أحمد، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ رضي الله عنه أنه سَمِعَ من حدثه بخطبة النبي صلى الله عليه وسلم فِي وَسَطِ أَيَّامِ التَّشْرِيقِ، قَالَ: «يَا أَيُّهَا النَّاسُ، أَلَا إِنَّ رَبَّكُمْ وَاحِدٌ، وَإِنَّ أَبَاكُمْ وَاحِدٌ، أَلَا لَا فَضْلَ لِعَرَبِيٍّ عَلَى أَعْجَمِيٍّ وَلَا لِعَجَمِيٍّ عَلَى عَرَبِيٍّ، وَلَا لِأَحْمَرَ عَلَى أَسْوَدَ وَلَا أَسْوَدَ عَلَى أَحْمَرَ إِلَّا بِالتَّقْوَى، أَبَلَّغْتُ»؟ قَالُوا: بَلَّغَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وفي مسند أحمد قال صلى الله عليه وسلم: «انْتَسَبَ رَجُلَانِ عَلَى عَهْدِ مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَام فَقَالَ أَحَدُهُمَا: أَنَا فُلَانُ بْنُ فُلَانٍ حَتَّى عَدَّ تِسْعَةً، فَمَنْ أَنْتَ لَا أُمَّ لَكَ؟ قَالَ: أَنَا فُلَانُ بْنُ فُلَانٍ ابْنُ الْإِسْلَامِ. فَأَوْحَى اللَّهُ إِلَى مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَام: أَنَّ هَذَيْنِ الْمُنْتَسِبَيْنِ أَمَّا أَنْتَ أَيُّهَا الْمُنْتَسِبُ إِلَى تِسْعَةٍ فِي النَّارِ فَأَنْتَ عَاشِرُهُمْ، وَأَمَّا أَنْتَ يَا هَذَا الْمُنْتَسِبُ إِلَى اثْنَيْنِ فِي الْجَنَّةِ فَأَنْتَ ثَالِثُهُمَا فِي الْجَنَّةِ».
لقد أعلن النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه: «إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ قَدْ أَذْهَبَ عَنْكُمْ عُبِّيَّةَ الْجَاهِلِيَّة (أي: الكبر) وَفَخْرَهَا بِالْآبَاءِ، مُؤْمِنٌ تَقِيٌّ وَفَاجِرٌ شَقِيٌّ، أَنْتُمْ بَنُو آدَمَ وَآدَمُ مِنْ تُرَابٍ، لَيَدَعَنَّ رِجَالٌ فَخْرَهُمْ بِأَقْوَامٍ إِنَّمَا هُمْ فَحْمٌ مِنْ فَحْمِ جَهَنَّمَ أَوْ لَيَكُونُنَّ أَهْوَنَ عَلَى اللَّهِ مِنْ الْجِعْلَانِ الَّتِي تَدْفَعُ بِأَنْفِهَا النَّتِنَ» رواه أبو داود والترمذي.
قال في عون المعبود (ج14/ ص16) “وَقِيلَ مَعْنَاهُ: أَنَّ الْمُفْتَخِرَ الْمُتَكَبِّرَ إِمَّا مُؤْمِنٌ تَقِيٌّ فَإِذَنْ لَا يَنْبَغِي لَهُ أَنْ يَتَكَبَّرَ عَلَى أَحَدٍ، أَوْ فَاجِرٌ شَقِيٌّ فَهُوَ ذَلِيلٌ عِنْدَ اللَّهِ وَالذَّلِيلُ لَا يَسْتَحِقُّ التَّكَبُّرَ”.
رسالتي للناس جميعاً
﴿إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ﴾ [الحجرات: 10]
رسالتي لنا:
أن نقف بجانب المنكوبين من إخواننا، وقد أعلنت منظمة ظلال الرحمة عن مبادرة تتعلق بهذا الجانب، فأذكر نفسي وإخواني بقول ربنا: ﴿وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ﴾ [التوبة: 71].
وبحديث نبينا صلى الله عليه وسلم: «وَاللَّهُ فِي عَوْنِ الْعَبْدِ مَا كَانَ الْعَبْدُ فِي عَوْنِ أَخِيهِ» رواه مسلم].
وبحديثه الذي قال فيه: «وَمَنْ فَرَّجَ عَنْ مُسْلِمٍ كُرْبَةً فَرَّجَ اللَّهُ عَنْهُ بِهَا كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ» رواه الشيخان.
رب صل وسلم على نبينا محمد.
رسائل وتوجيهات تتعلق بفتنة النيل الأزرق
